سواء عند قرياقوس، أغالبا عاد إلى بيته أم مغلوبا، فشعاره: الله يدبر، أنت تريد ربك ما يريد. وكثيرا ما كان يعود محكوما عليه، فينبطح على فراشه في الخيمة، ويهد على الزناتي خليفة، فكان ينكي بذلك خصومه ويمسي هو الغالب وهم المغلوبين.
يا سعدى أنا أكره «دياب» وذكره
كما تكره «الخالة» ولاد رجالها
بهذا البيت كان قرياقوس يمطمط ويعطعط
18
ويشد خاصة على لفظتي «دياب والخالة»، فتخرجان من فمه الواسع كالطحير والزحير لافتة السامع.
وعند قرياقوس سلاح نكاية الآخر، سلاح ظرباني،
19
جل شأنك، يطلقه عند نهاية كل بيت طلقات مترليوزية، فتضحك من تضحك، وتؤلم من تؤلم من الأعداء العاجزين عن الرد على قلعة قرياقوس بمثل مدافعها الضخمة العيار، المعدة القذائف دائما ... أقر وأعترف أنني عاجز عن تصوير قرياقوس، ولكن الحوادث التي ستقرأ تجلو لك ما غمض من شخصيته الفذة، فانتظرني أو فدعني إن كنت لا تصطبر.
إذا كنت تعلم أن عمرو بن معديكرب كان يأكل جديا، فقرياقوس كان يأكل تيسا ولا يحس أنه أكل. إنه يأكل بلا مقدار، فكان عنده مطحنة لا معدة. خاطروه مرة على وزنتي بطيخ، عشرة أرطال راجحة، فأكل ذلك. وخاطروه مرة على ثلاث إقات حلاوة، فأكلها وربح ما خاطروه عليه، وأكل مرة رطل حنكليس مع بضعة عشر رغيفا، وتحلى بعد هذه الوجبة بنحو أقة من العسل.
Bog aan la aqoon