182

Faaris Agha

فارس آغا

Noocyada

وعلا الصراخ في الحارة؛ فتكاثرت الناس واستحى الآغا، فقعد على الديوان ينفض ثيابه، ويفتل شاربيه طالبا السترة، ولكن جار ياقوت النبيه أنقذ الموقف، فقال للآغا: يا آغا هذه مره، وحامل السيف، والذي عليه شرف الدولة مثل جنابك يا آغا لا يمد يده إلى أنثى؛ أهكذا تشبعها قتلا؟

ورأى الآغا المنفذ موافقا ففتل شاربيه ورفعهما؛ حتى صارا في خط الاستواء، ثم وقف يلقي خطبة بجل فيها أهالي عين كفاع، وانتهى إلى القول: أنا ابن حكومي، ومن يأكل خبز السلطان يضرب بسيفه. والذي يأكل مال أفندينا آكل رقبته؛ لا فرق إذا كان رجلا أو امرأة.

قال هذا، ونفض الغبار عن ثوبه الجوخ الرصاصي، بعدما لفت نظره إلى ذلك أحد الحاضرين.

وفهمت ياقوت ماذا يقصد جارها، فتقدمت من الآغا وفي يدها برشيمة عتيقة، وأخذت تزيل الغبار العالق بثوب الآغا، والآغا مسترخ لها حتى انتهت المهمة التي كان مسك ختامها قول ياقوت: ضربتني يا آغا، الله يغفر لك! تفضل لف سيكارة، دخاناتنا على ذوقك.

فأجاب الآغا وهو ويأخذ وعاء التبغ المفروم: وأنا أسامحك بالميرة، أدفعها عنك. أنت بطل يا ياقوت، ما وقفت بوجهي أحد قبلك.

وقامت ياقوت إلى الخزانة فأخرجت قنينة العرق والأقداح، وشرب الناس سر الآغا الذي تنمرد؛ فكسرت شوكته ياقوت وأقلت من عنجهيته.

14

وخرج قائد العسكر المكسور من وكر ياقوت قاصدا بيت ملك العسل قرياقوس، كان ذلك في ساعة الظهر، والنحل فائع

15

في عز هيجانه، والزنابير تحاصره في جراره، وقرياقوس يدافع عن نحله بالمكنسة؛ فقلما يسلم منها واحد تقع عينه عليه.

Bog aan la aqoon