وعندما بلغت رأس الضيعة دخلت بيتا تعودت أن تدخله كل مساء لتسمع التأمل. كان في تأمل ذاك اليوم حكاية غريبة، فأصغت حنة جيدا؛ لأنها ميالة طبعا إلى الأخبار الغريبة. ولا بدع، فهي نفسها عجيبة، ذات شاربين طارين وفم ينفتح نحوا من فتر، وساق ليست أكثر من شبر، وكان لها أخ أمسخ منها يمشي على العكاكيز.
دخلت حنة فاستفزتها كثرة المصلين، فقالت: شيء يفرح القلب، بيت محشوك مثل الرمانة. ثم قعدت على عتبة الباب تسمع.
قال القارئ: خبر. فقالت حنة لجارتها: اسمعي اسمعي، أخبار أورياما حلوة. «إنه في سنة 1714 كان شابان يدرسان العلوم في فياندرا،
39
كانا ثاقبي العقل غير أنهما كانا سائرين سيرة رديئة جدا. صرفا نهارهما في اللعب والنهم والشراهة، وعند المساء ذهبا إلى بيت لإهانة الله. وبعد مضي قسم من الليل رجع أحدهما إلى مسكنه وبقي الثاني ليشبع شهواته ويشرب كأس بابل
40
حتى آخرها.
انتبه الذي عاد إلى البيت، وتلا كعادته، ولكن بضجر كلي بعض مرات السلام الملائكي، ثم استغرق بالنوم، فسمع باب غرفته يقرع بشدة، وقبل أن ينهض ليفتح الباب رأى رفيقه داخلا الغرفة بصورة مرعبة، فانذهل وسأله كيف دخل والباب مقفل، فأجابت تلك النفس التعيسة: كان يجب أن نرسل كلانا إلى جهنم في هذه الليلة بحكم الله العادل، أما أنت فقد خلصتك البتول؛ لأنك صليت لها. أما أنا فقد قتل جسدي من الشيطان، وهو مطروح في السوق الفلاني.»
فصاحت الهركولة إهيك، يا ديك الحطب، كنت صليت مثله يا جحش.
فضحك الجميع ، ودروا أن حنة معهم، واستبشروا بخبر جديد.
Bog aan la aqoon