وأتم الآغا حديثه فقال: الشدة لازمة يا خواجه حنا، وإلا أكلت الناس بعضها.
وكان في يد أمي غصن ازدرخت تكش به الذبان عن جرحي الطري. كانت منكسرة القلب، لا تتكلم رغم مطايبة الآغا لها، ومخاطبتها بيا ست أم مارون ... هذا التبجيل غير معروف في القرية، فأم مارون كفاية وزيادة.
ظننت أن العسكري ينتظر ليأخذني فتناومت. هزتني أمي فتماوت، فقالت لوالدي: حناه، ما قولتك، الصبي غائب عن الوعي؟
فهمهم والدي، وقال الآغا: لا تخافي يا ست أم مارون، الولد محروس. أمس، من جمعة تقريبا فزع منا ولد في شامات
26
فسقط عن السطح وكسر رأسه، وبعد كم يوم صح ورجع يفز في الضيعة مثل القرد.
فشهقت أمي وصاحت: بعيد الشر! ثم همست إلي بهذه الكلمة: تنكسر رقبته إنشالله.
فشاعت الابتسامة في وجهي، بيد أن كم الزهرة لم يتفتح، فهزتني أمي فقطبت وجهي؛ فاستراح بالها قليلا وقامت إلى عملها.
وتغدى الآغا وهم بالذهاب، فقال والدي: أيش عندنا اليوم؟
فأجاب الآغا: بقايا ميره.
Bog aan la aqoon