وقرئ: (حُسْنًا) بضم الحاء وإسكان السين على أنه مصدر كالشكر، أي: وقولوا للناس قولًا ذا حُسْنٍ، وبفتحهما (١) على أنه وصف لمصدر محذوف، أي: وقولوا لهم قولًا حَسَنًا. وقيل: هما لغتان بمعنىً واحدٍ، كالبُخْل والبَخَل، والحُزْن والحَزَن مصدران بمعنىً.
وقرئ: أيضًا: (حُسُنًا) بضم الحاء والسين مع التنوين (٢)، وهي لغية، كالرُّعُبِ والسُّحُتِ فيمن ضم العين فيهما.
وقرئ أيضًا: (إحسانًا) بالألف (٣)، كقوله: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ وقد ذكر آنفًا.
وقرئ: (حُسْنَى) (٤) على أنه مصدر والألف للتأنيث، كالتي في بُشْرَى ورجعى.
فإن قلت: هل يجوز أن يكون (حُسنى) على هذه القراءة تأنيث (أفعل) كالأفضل والفضلى، والأكبر والكبرى؟ قلت: لا، لأجل أن تأنيث أفعل لا يستعمل إلا بالألف واللام، وهذا عارٍ منهما كما ترى، لا يقول أَحَدٌ: رأيتُ امرأةً حُسْنَى، وإنما هو مصدر كالبشرى والرجعى.
﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ﴾: على طريق الالتفات، أي: توليتم عن الميثاق ورفضتموه.
(١) قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف (حَسَنًا) بفتح الحاء والسين. وقرأ الباقون: (حُسْنًا) بضم الحاء وجزم السين. انظر السبعة ١/ ١٦٣، والحجة ٢/ ١٢٦، والمبسوط/ ١٣٢/، والتذكرة ٢/ ٢٥٥.
(٢) نسبت إلى عيسى بن عمر، وعطاء بن أبي رباح، انظر إعراب النحاس ١/ ١٩١، والمحرر الوجيز ١/ ٢٧٨.
(٣) نسبت إلى الجحدري، انظر البحر المحيط ١/ ٢٨٥.
(٤) ذكر هذه القراءة الأخفش ١/ ١٣٤، وحكاها عنه: الزجاج ١/ ١٦٣، والنحاس ١/ ١٩١، والفارسي في الحجة ٢/ ١٣٠، وانظرها أيضًا في الطبري ١/ ٣٩١، والمحرر الوجيز ١/ ٢٧٨، ونسبها أبو حيان ١/ ٢٨٥ إلى أبي ﵁، وطلحة بن مصرف.