225

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Tifaftire

محمد نظام الدين الفتيح

Daabacaha

دار الزمان للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Goobta Daabacaadda

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

المُحْكِم، وهو من أَحْكَمَ الشيء، إذا أَتْقَنَهُ ومنعه من الخروج عما يريده (١).
و﴿الْحَكِيمُ﴾: يحتمل أن يكون خبرًا بعد خبر، وأن يكون نعتًا للعليم؛ لأن الصفة قد توصف إذا كان في الثاني معنىً زائد على الأول. ألا ترى أنهم قالوا: أَسْوَدُ حالكٌ، وأصفرُ فاقعٌ، وأبيضُ ناصعٌ، لما ذكرت فاعرفه.
﴿قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣)﴾:
قوله ﷿: ﴿يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾: (أنبأ) في الأصل يتعدى إلى مفعول واحد بغير حرف الجر، وإلى الثاني به، كقولك: أنبأت زيدًا بكذا، وقوله جل ذكره: ﴿أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾، ثم يعامل معاملة (اختار) و(أمر) في قوله: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾ (٢) وقوله:
٦٥ - أمرتُكَ الخيرَ فافْعَلْ ما أُمِرتَ به ... ....................... (٣)
فيقال: أنبأته كذا، كقول الله ﷿: ﴿مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا﴾ (٤) أي: بهذا، وكذلك نَبَّأْتُ، كقوله تعالى: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩)﴾ (٥) أي: بأني.
وأما قول النحويين: إن أَنْبَأَ ونَبَّأَ يتعديان إلى ثلاثة مفعولِينَ، فلكونهما أُجريا مُجْرَى أَعْلَمْتُ من حيث كان معناهما الإخبارَ، وكان الإخبارُ قريبًا من الإعلام، فتعديا إلى ثلاثة مفعولين لذلك، وإلَّا فالأصل فيهما ما ذكرتُ، فاعرفه.

(١) أما كون الحكيم بمعنى الحاكم: فهو قول ابن قتيبة، وأما كونه بمعنى المحكِم للأشياء فهو قول الخطابي، انظر زاد المسير ١/ ٦٣.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٥٥.
(٣) تقدم الشاهد برقم (١٨).
(٤) سورة التحريم، الآية: ٣.
(٥) سورة الحجر، الآية: ٤٩.

1 / 225