قال محمد بن الحسين:
فإن قال قائل: فإذا نحن دخلنا مسجد الجامع، فإنا نشاهد فيه خلقا كثيرا قد اجتمعوا، وكلهم يشار إليهم أنهم علماء، فإلى أي الناس تأمرنا أن نجلس إليه منهم؟
قيل له: إن كان لك فهم ومعرفة وحزم، فانظر كل من علمت أنه يعلم المسلمين علما يجب عليهم علمه والعمل به، ويفقههم به، ويحثهم فيه على الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وعلم الحلال والحرام، من المكاسب، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، وعلم بر الوالدين، وصلة الأرحام، وعلم سياسية الرجل لأهله وولده، وعلم حفظ الجوارح، وعلم الآداب في الأكل والمشرب، واللباس، وعلم المؤاخاة، وعلم الشكر لله عز وجل على نعمه، والتحذير من الذنوب، والترغيب في الأخلاق الشريفة، وما أشبه ذلك فالزمه وأله عما سواه.
Bogga 126