Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Noocyada
فيما يأمرك به فمضيت إليه فأمر بي إلى حجرة فقال كن بها إلى أن أطلبك قال وكان الوقت الذي دخلت به محمودا عندي فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طشتا عظيما وفصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتى ملأ الطشت ثم قال اقطع فقطعت وشد يده وردني إلى الحجرة فبت فيها فلما أصبحت وطلعت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت وقال سرح فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن امتلأ الطشت ثم قال اقطع فقطعت وشد يده وقدم لي تخت ثياب وخمسين دينارا وقال خذ واعذر وانصرف فأخذت وقلت يأمرني سيدي بخدمة قال نعم أحسن صحبة من يصحبك بدير العاقول فصرت إلى بختيشوع وأخبرته بالقصة فقال أجمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الإنسان من الدم تسعة أمنان وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجبا وأعجب من ذلك اللبن وفكر ساعة ثم مكث ثلاثة أيام بلياليها يقرأ الكتب على أن يجد لهذه القصة ذكرا في العالم فلم يجد ثم قال لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول وكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى فأعطانيه فخرجت به إليه وناديته فأشرف علي فقلت صاحب بختيشوع قال معك كتابه قلت نعم فأرخى إلي زنبيلا فجعلت الكتاب فيه ورفعه إليه فقرأه ونزل من ساعته فقال أنت فصدت الرجل قلت نعم قال طوبى لك وأنا سآتيه فركب بغلا وسرنا فوافينا سر من رأى وقد بقي من الليل ثلثه وقلت أين تريد دار الأستاذ أم دار الرجل قال بل دار الرجل فصرنا إلى بابه
Bogga 238