Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Noocyada
تناهي وأن الأجل تداعى والأمل تواهى أرسل إلى بدر بن حسنويه واستدعاه إليه وقضى كل حاجة كانت له وكانت العادة جرت أن كل ما أراد الانصراف حضر عند الصاحب وقبل يده وخرج منصرفا ولما كانت هذه الكرة الأخيرة خرج الصاحب إلى ظاهر الري وكان الفصل خريفا فوقف وسط قراح قد بذر خريفيا وسقى فحضر بدر بن حسنويه على العادة دار الصاحب ليقبل يده وينصرف فقيل له إن الصاحب قد خرج بشغل فبادر إليه وتوحل وجعل يعالج وحل القراح بالخفين والجوربين حتى وصل إلى الصاحب وأهوى ليقبل يده فامتنع وقال له أتدري أيها الأمير لم خرجت وسقيت قال لا قال لأنها آخر الالتقاء بيننا فإن إسماعيل بن عباد يموت بعد مائة وثلاثة أيام فإذا قضى فإن الشاهنشاه سيجزع جزعا شديدا ويجلس في العزاء سبعة أيام ثم إن أعداء الصاحب سيشيرون عليه بأن يستوزر أبا العباس الضبي فإذا بلغك أيها الأمير أرشدك الله أنه قد قبض عليه ففض ختم هذه الأنبوبة وافتحها واقض حق إسماعيل بن عباد في العمل بما فيها وأعطاه أنبوبة فضية ثم بكى بكاء شديدا وقال هذا آخر العهد منا وتفرقا فلما انقضت مائة وثلاثة أيام قضى الصاحب نحبه فجزع عليه فخر الدولة ابن بويه جزعا شديدا وجلس في العزاء سبعة أيام ثم إن وجوه الدولة ساروا إليه وسألوه الخروج من العزاء فقال لهم كيف السبيل إلى ذلك وأنا لا أقر في قرار والدولة ليس لها نظام ولا استقرار بفقد كافي الكفاة فقالوا عن بكرة أبيهم أيها الشاهنشاه الجزع
Bogga 178