Windows » (نوافذ)، لم يكن وقتها نظام تشغيل مستقلا متكاملا، ولم تكن الشركة تنوي تسميته بهذا الاسم الذي نعرفه جميعا به، بل كانت تنوي تسميته «مدير الواجهة
Interface Manager »؛ وهو اسم جاف أظن أن النظام ما كان لينجح به. مدير التسويق في الشركة وقتها - واسمه «رولاند هانسون
Rowland Hanson » - أقنع المسئولين بأن إطلاق تسمية «النوافذ» عليه ستكون أكثر قبولا من المستهلكين. أظن أن هانسون في هذه اللحظة التقط بهذه التسمية الاستعارية جزءا جوهريا من طبيعة نظام التشغيل الوليد، وربما يكون بهذه التسمية قد ساهم في تكوين الرؤية المستقبلية للنظام، على الأقل في جانب من جوانبه؛ تدخل على النظام فتجد سطح المكتب
Desktop ، وطرقا مختصرة
Shortcuts ، وأيقونات
Icons ... وكلها تسميات استعارية، لكن مع انتشار الكلمات في البيئة الجديدة، اختفت طبيعتها الاستعارية مع الوقت، فتجدنا نستخدمها الآن بشكل يومي معتاد دون أن نلتفت للجانب الاستعاري فيها.
4
هل هو مقال عن النوافذ؟ ربما في جزء منه هو كذلك. أحببت الحديث عن جوانب مختلفة لشيء واحد معتاد نراه كل يوم، انتقلت من معان حقيقية إلى معان استعارية؛ لأبين كيف كانت الاستعارات في هذا الحديث المحدود عن شيء واحد مرتبطة بالطريقة التي نفكر بها، ومؤثرة في إنتاج أفكار أو تطويرها. الاستعارة ليست مجرد زخرفة كلامية، لكنها وسيلة لفهم العالم والتعامل معه وتغييره أحيانا. الاستعارات موجودة في كل أشكال الخطاب، حتى في الخطابات التي تحاول بقدر الإمكان التزام الصياغة المحايدة الدقيقة. الاستعارة موجودة في كل اللغات، في كل الثقافات، في كل السياقات، وهي تتدرج من استعارات تقليدية معتادة لا نكاد نحس باستعاريتها ونحن ننطقها، إلى استعارات مبتكرة نحتاج للوقوف أمامها لوهلة كي نفهمها. الاستعارات تشكل وتؤثر في نظرتنا للعالم؛ وهي جزء أصيل ومهم يجب الالتفات له لفهم آلية نمو اللغة وتطورها. ما هي الاستعارة؟ الاستعارة هي ببساطة الحديث عن شيء - أو التفكير فيه - بمفردات شيء آخر.
1
فكروا في الأمر قليلا، ستجدون أننا نستطيع أن نتحدث عن الاستعارات نفسها باعتبارها نوافذ سحرية تصل بين مجالات أو مفاهيم مختلفة؛ كي يلقي أحدها الضوء على الآخر.
Bog aan la aqoon