يقول جايمس غليك عن هذه الظاهرة (في كتابه: «نظرية الفوضى: علم اللامتوقع»):
من الممكن امتصاص الأفكار السطحية؛ فيما تثير الأفكار التي تتطلب من الناس إعادة تنظيم صورة الكون في مخيلاتهم، عداوات مرة.
3
ما الذي يجعل هذه الثورات ممكنة؟ أظن أن الإجابة لا تكمن فقط في وجود الشخص الذي يملك المقدرة والشغف؛ فلا بد بالإضافة إلى ذلك أن يكون في استطاعته أن يسأل السؤال الصحيح في الوقت الصحيح، أن يجد لغزه الخاص، تلك الأحجية التي يعلم أن السعي وراء حلها يستحق أن يخصص له وقته، وأن يراهن عليه. الفكرة في العقول التي تنظر إلى عادي الناس ومألوفهم لترى غير المنطقي أو غير المكتمل؛ العقول التي تتحدى رؤيتنا المعتادة للعالم بثورتها وتمردها. لا أعلم كيف يتمكنون من الحفاظ على شغفهم هذا متقدا، دون ملل أو يأس، دون أن تتسرب إليهم تلك الواقعية البلهاء التي تجعلهم يلتصقون بأرض الناس العاديين من أمثالنا من جديد، وتجبرهم على التوقف عن التحليق.
تعليمات مقترحة لغارق في متاهة
1
لنتخيل أول جدار يبنيه إنسان. بجواره شخص ما يشعر بالراحة أو بالفخر. ربما كان يبحث عن الأمان، أو عن الدفء. لعل الأمر استمر كذلك فترة طويلة قبل أن يكتشف البشر وظيفة أخرى للجدران، أو - على الأقل - فهما آخر لوظيفة قديمة هي الأمان. وقتها لم يعد الخائف هو من يختبئ داخل الجدران بالضرورة، فقد صرنا أحيانا نضع مصدر الخوف داخل الجدران، الآن لم يكن الجدار مجرد بيت، بل صار سجنا أحيانا. في الحقيقة تحول الأمر بمرور الوقت إلى أن صار كل جدار يمارس بشكل ما الوظيفتين معا، بنسب مختلفة.
2
تشبيهك بالسجين ليس تشبيها محكما كما تعتقد. على الأقل ليس حسب الفهم الشائع. أنت مقيد داخل الحوائط أوافقك على هذا، لكنك تدرك مثلي أن ما يمنعك من الخروج ليس فقط الناس والحجارة، بل شيئا ما داخلك. يمكنك أن تستبدل خوفك بهوس ما بتحطيم الحوائط دون أن تصير حرا ودون أن تخرج للنور.
3
Bog aan la aqoon