Fanka Mucaasirka: Soo Koobid Kooban
الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
إن هذا العمل الفني من الناحية التقنية هو عمل بارع ومدهش وجذاب، وكذلك تجسيد لفكرة.
ربما أن هذا التوليف هو نتيجة لجدل سلبي، والذي لم يفرض على الفن إدراكا بل تحجيما للنقد الراديكالي للفن المفاهيمي، في مصالحة زائفة مع أكثر ما يمقته. هذا بالتأكيد مغزى عمل تجهيزي لفنانين مفاهيميين متمرسين من جماعة «الفن واللغة» بمعرض ليسون عام 2002. وهناك أعادوا صنع عملهم الشهير «الفهرس» - وهو في الأصل قطعة فنية تهدف إلى تشجيع التفاعل والحوار - كتمثال بلا جدوى ملون بألوان قطع الحلوى، يجاور نصا إباحيا بلا معنى، وهو إشارة إلى السلوكيات الغريبة لشباب الفنانين البريطانيين.
يتألف نطاق فني من العناصر المتفاوتة لهذا التوليف، أحد طرفي هذا النطاق - الطرف الأكثر تقليدية والأكثر عرضة للارتباط بالأفكار الرجعية الخاصة بعبقرية الرجال - يمزج أكثر العناصر وضوحا بإطار عمل مفاهيمي مع كميات كبيرة من العاطفة أو الروحانية أو النزعة الإنسانية ليضمن إنتاج أعمال ملحمية. ربما يتبادر إلى أذهاننا هنا بيل فيولا، أو أنيش كابور، أو أنتوني جورملي، و(مؤخرا) ماثيو بارني. وعند الطرف الآخر - وهذا الآن ممارسة عامة أكثر كما شاهدنا - تدفع المفاهيم إنتاج أشياء مادية أو وسائطية منتقاة لتلائمها. يقاوم كلا الطرفين تغلغل وسائل الإعلام؛ فالطرف الأول يقدم للمشاهد مشهدا مهيبا أو جليلا يصور الكميات الهائلة للمادة أو (لاحقا) البيانات، وفي الأداء، يشكل جسد الفنان - وأحيانا دماؤه - تأكيدا لحضور حيوي وفريد، كمقابل لكل ما ينسخ وينقل. وعند الطرف الآخر، توضع العناصر العادية من البيئة أو الوسائط في تلاعب غير عملي، يمكننا تبين هذا بوضوح في أعمال تأخذ مشهدا من وسائل الإعلام وتحذف المشهد ببساطة، مثال واضح على هذا التغيير الرقمي لبول فايفر في فيلم عن مباراة الملاكمة بين محمد علي وجورج فورمان، «هدير في الأدغال»، ليحذف فيه الملاكمين. لقد كان بالطبع هذا العبث بالصور والمواد والوسائل المستعارة سمة مميزة للفن منذ انتهاء الحرب الباردة، والتي وهنت مع فن العباقرة العميق والجاد حتى بدا ممارسوه - وهم قلة الآن - كناجين غرباء من عصر سابق، فيما لا يسع المتمسكون بالفن التقليدي سوى العويل بسبب هيمنة «الفن المفاهيمي» و«فن التجهيز في الفراغ».
شكل 5-2: بول فايفر، «العد الطويل (هدير في الأدغال)».
2
إن ما يميز هذا الإنتاج الجديد دون غيره هو تحريك الرموز والأشياء الجاهزة (أو على الأقل الأشياء التي تميز بسهولة) من مكان إلى آخر، وتجميعها في تشكيلات جديدة. فكر في تناول الفنانين لذلك الشيء الذي يحظى بأكبر تقدير بين الأشياء الاستهلاكية، ألا وهو السيارة: في عمل أوروزكو الشهير «لا دي إس» (1993)، تقسم سيارة سيتروين دي إس طوليا، ويؤخذ جزء من منتصفها، ثم يلصق النصفان معا مرة أخرى ليخرج موديل أنحف، أو عمل جابينيته أوردو أموريس عن سيارة أجرة من طراز لادا المطول (ثلاثة أجزاء جمعت معا) ليصنع سيارة أجرة ليموزين كوبية، منتقدا على نحو جميل غرائب ظهور طبقة الأثرياء الجديدة على الجزيرة الكوبية؛ أو عمل داميان أورتيجا الذي يظهر سيارة فولكس فاجن منفجرة، وتتدلى مكوناتها الداخلية كمخطط ثلاثي الأبعاد لقطع الغيار المجمعة معلقة بأسلاك (ثمة الكثير من الأمثلة الأخرى، من ريبيرجر، وفلوري، وتشارلز راي، وغيرهم). إن هذه العناصر القابلة للتحريك ربما تكون صفات وأشياء أيضا، كما في عمل باولا بيفي لطائرة نفاثة مقاتلة مقلوبة، وأوروزكو «طاولة بلياردو بيضاوية» (1996)، أو عمل موريزيو كاتيلان «الاستاد» (1991)، وهو عبارة عن طاولة ممتدة للعبة كرة القدم يمكن أن تستوعب اثنين وعشرين لاعبا في وقت واحد.
شكل 5-3: صورة جابرييل أوروزكو، «لا دي إس».
3
شكل 5-4: باولا بيفي، «بلا عنوان (طائرة)».
4
Bog aan la aqoon