Fanka Mucaasirka: Soo Koobid Kooban
الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
هوامش
الفصل الخامس
قواعد الفن الآن
من المعتقدات التقليدية الأساسية بعالم الفن، وما يتردد في كل مكان تقريبا، أن الفن المعاصر معقد ومتنوع على نحو يتعذر فهمه. إن تنوع الأنماط والأساليب والموضوعات المعاصرة في الفن محير بالطبع؛ فالوسائط التقليدية للرسم والنحت والطباعة زاد عليها فن التجهيز في الفراغ و«الوسائط الجديدة»، التي يمكن أن تشتمل على أي شيء بدءا من فن الإنترنت إلى البيئات الصوتية حاسوبية التحكم. يرسخ الفنانون لأنفسهم صورا تبدأ من المعلم الروحي أو الديني التقليدي إلى الشخص الانتهازي الوصولي ذي النوايا غير الصادقة، وشخصيات تتضمن الفتيات المراهقات المهووسات بالشهرة أو الأفراد المضطربين المتعالين. إن اهتمامات الفن متنوعة أيضا، فتتطرق إلى الحركة النسائية وسياسات الهوية، والثقافة الجماهيرية، والتسوق، والصدمة. لعل الشرط الجوهري للفن هو أن يكون لا سبيل إلى معرفته (يمكن أن تنطوي تلك المفاهيم المتجسدة في صورة مرئية على تناقض)، أو لعل هؤلاء الذين يعتقدون في هذا الرأي يساهمون في إخفاء تماثل مختلف.
ثمة أسباب عديدة تدعو للارتياب في أن الآراء التقليدية تخفي شيئا ما؛ أولا: معظم الأعمال الفنية تعرف على الفور لكل من المبتدئين والمطلعين على حد سواء، وليس فقط لأنها معروضة في المعرض. ثانيا: إن العشوائية التامة هي شكل من أشكال التماثل التام؛ فكل عنصر من المجموعة المتنوعة للفن يمتزج مع غيره في عملية تقود إلى تجانس أوسع. ثالثا: (وهي في تضارب مع الفكرة الثانية)، كما رأينا، فإن الإباحية بعيدة تماما عن المجموع، وقدر كبير من الإنتاج الثقافي يستثنى على نحو صارم من عالم الفن المعاصر. أخيرا: ثمة أعمال حالية (على غرار الإعلان) تستخدم رموزا مرئية بطريقة تقليدية إلى حد بعيد؛ لذا لعل قابلية الفن على التعريف آخذة في الازدياد، جنبا إلى جنب مع التصريحات التي تتباهى بغير قابليته جوهريا للتعريف.
بالطبع لا يمكن أن يكون هناك ادعاء بالموضوعية العلمية في أية رؤية من الرؤى الفنية، فلا يمكن أن يكون تحليل ما موضوعيا على غرار دراسة لخنفساء مثلا؛ نظرا لأن أية رؤية لها تأثير على المشهد عينه الذي تفحصه. ساهم التأثير الساحق لرؤية جرينبرج عن تطور الفن الحديث بوصفه تقدما هيجليا نحو التجريد الرسمي في تحفيز الفن الشعبي الذي يمثل تفنيدها الصريح.
منذ ظهور الفن الطليعي، لم يبد سوى الفن الذي ينظر إليه من بعد تاريخي أنه يتسم بالتوجه والترابط، فيما يبدو الحاضر دوما غامضا ومشوشا. إن فقدان التوجيه في الحاضر الذي يبدو أننا نشعر به حين نتأمل الماضي شعور راسخ منذ زمن بعيد. في واقع الأمر، إن هؤلاء الكتاب الذين تبينوا دون غموض، وبقطع النظر عن الظرف، حافزا في الحاضر (على غرار جرينبرج) كانوا الاستثناء. لعل النمط التاريخي في النظر إلى الفن يبسط ما نراه، فيختزله فيما له أهمية للحاضر، لكن لعله ببساطة هذا هو الواجب الضروري للأعمال الفكرية التي لا بد فيها أن تكون الظواهر المتنوعة منظمة، وموضوعة في تراتبات هرمية حسب الأهمية، والكثير يطويه النسيان أو التجاهل، بغية تحقيق منظور هادف حول مشهد ما. تتجلى هذه الأعمال في فترتنا الراهنة، فالفن الذي اعتبر في السابق أنه يقع على الأطراف الهامشية انتقل إلى مركز انتباه الساحة الفنية.
أحيانا ما ينظر إلى الفن في التسعينيات على أنه توليف بين فن الثمانينيات المتسم بالعظمة والإدهاش وبعض من اهتمامات الفن المفاهيمي. وتمثلت النتيجة في ربط اللهو اللغوي والمفاهيمي مع الأشياء المبهرة من الناحية المرئية. ملأ توبياس ريبيرجر في «تخوم العالم السبع»، على سبيل المثال، غرفة بمجموعات من البالونات الزجاجية تتوهج بأضواء مختلفة الألوان في مشهد جميل يتغير ببطء، تعد الأضواء داخل البالونات تمثيلا لأحوال الإضاءة المحلية في أماكن مختلفة حول العالم، المنقولة عبر الإنترنت.
شكل 5-1: توبياس ريبيرجر، «تخوم العالم السبع».
1
Bog aan la aqoon