Fanka Islaamiga ah ee Masar
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
Noocyada
والظاهر أن بناء هذه القناطر تطلب مجهودا كبيرا، وأنها كانت من المتانة والإبداع بمكان كبير، ولا غرابة أن أشار إليها سعيد القاص في عدة أبيات من قصيدته التي رثى بها الدولة الطولونية، ومن هذه الأبيات قوله:
بناء لو ان الجن جاءت بمثله
لقيل لقد جاءت بمستفظع نكر
27
وروى المقريزي أيضا أن أسرة المادرائيين الشهيرة عملت على إنشاء مثل هذه القناطر، وأنفق أفرادها الأموال الكثيرة في سبيل ذلك دون أن يصلوا إلى تحقيقه.
وقناطر ابن طولون مبنية بآجر يماثل في الشكل والحجم آجر الجامع الطولوني، وأما عقودها فستينية أيضا كما يظهر، بالرغم مما عمل فيها من إصلاحات متأخرة.
والمعروف أن الذي تولى لابن طولون بناء هذه العيون هو المهندس النصراني الذي شيد له بعد ذلك المسجد الجامع، ويروي المقريزي أن هذا المهندس كان قد رأى في اليوم السابق لافتتاح هذه العيون موضعا يحتاج إلى قصرية جير وأربع طوبات، فبادر إلى عمل ذلك، وفي اليوم التالي أقبل أحمد بن طولون يفتتح القناطر، فأعجبه كل شيء، ثم أقبل إلى الموضع الذي فيه قصرية الجير، وحدث أن غاصت يد الفرس في الجير لرطوبته، فكبا بابن طولون، وظن هذا أن المهندس دبر له مكروها؛ فأمر به فشق عنه ما عليه من الثياب، وضربه خمسمائة سوط، وأمر به إلى المطبق حيث بقي إلى أن بلغه حديث الجامع، وعرض على الأمير أن يبنيه له بلا عمد إلا عمودي القبلة.
وهذه القناطر التي شيدها ابن طولون تذكرنا بما عمله في أفريقية أمراء بني الأغلب من عيون ومجار تحضر الماء إلى مدينة القيروان من المرتفعات المحيطة بها.
28
البيمارستان
Bog aan la aqoon