توجه تيانجي إلى سونبين بسؤاله، قائلا: «ما الذي يمكن عمله، إذا كانت قواتي قليلة والاتصال بينها متعذرا؟» ثم أضاف سؤالا آخر، إذ قال: «وكيف يكون التصرف، وقد أصدرت الأوامر بتناول السهام وفرد الأقواس [فراغ] ... دون أن أملك العدول عن هذا الأمر.» فأجابه سونبين، قائلا: هذا سؤال لا يطرحه إلا قائد محنك؛ إذ إن القادة العاديين لا يستلفت انتباههم ما يمكن أن ينطوي عليه هذا الموضوع من دواعي القلق، فذلك هو ما يمكن - وبصورة حاسمة - أن [فراغ] ... فقال له تيانجي: «هلا أجبت على نحو محدد؟» فرد عليه سوبيني، قال: «تلك طريقة تستخدم لمواجهة عدو أصبح في موقف حرج أو ألقت به الظروف وسط تضاريس أرضية غير مواتية لتحركاته. (وبالمناسبة) فقد كانت تلك هي الطريقة التي تيسر لي استخدامها في هزيمة قوات دولة وي مما أتاح لي أسر القائد بانشيوان والأمير «شن».»
فقال له تيانجي: «هذا واضح تماما، لكن تلك حوادث مضت وانتهت بكل ظروفها وملابساتها، ولا سبيل إلى تكرارها.» فعلق سونبين على ذلك قائلا: (أستطيع أن أوضح لك المسألة، ف...) يمكن أن يكون شجر الحسك الشائك وسيلة لحماية الخنادق والمجاري المائية وأسوار المدن الدفاعية، ويمكن للعربات الحربية أن تستخدم كتحصينات دفاعية [فراغ] ... (في إحدى النسخ: عربات الركوب ذات الأسقف) ... تصلح لأن تؤدي دور الأسوار الدفاعية القصيرة، كما يمكن للدروع أن تقوم مقام الأسوار القصيرة ذات المزاغل، وإذا رصت مقابض الأسلحة بجوار بعضها بعضا، فيمكن أن تكون ذات عون عظيم في الحالات الطارئة. إن نشر وتوزيع العربات الحربية والحراب (الصغيرة)، يعد بمثابة دعم للأسلحة الأخرى (الكبيرة)، فالفائدة من تلك الأسلحة الصغيرة هو أنها تصد وتعوق تقدم قواته المنهكة، ثم إن الرماة يمكن أن يكون لهم دور حيوي وحاسم في مهاجمة العدو [فراغ] ... فإذا توافرت كل تلك العناصر، على الوجه الأكمل، تهيأت الظروف لاتخاذ شروط الدفاع عن المدن بواسطة الحصون، وقد ورد في نصوص «اللوائح العسكرية»، ما يلي: فليتخذ الرماة مواقعهم خلف أشجار الحسك ويطلقون السهام على العدو، بتقدير وقت محدد ومسافة محسوبة بدقة، بينما يشغل حاملو الحراب والسهام فوق أسقف الحصون مساحتين متكافئتين، كما جاء في كتاب «القواعد العسكرية»، ما نصه: «ينبغي الانتظار حتى تصل تقارير عناصر الاستخبارات، بعد عودتها من مهام التجسس على أحوال العدو [فراغ] ... كما أنه لا بد من إقامة نقاط استطلاع على مبعدة خمسة «لي» من مواقع تمركز القوات، بحيث تظل قريبة الصلة بمواقعها، وتقام تلك النقاط فوق ربوة عالية، ويكون تصميم مبانيها رباعي الشكل، أما إذا أقيمت في أماكن منخفضة، فتكون مبانيها دائرية التصميم، وتبلغ الإنذارات في الليل، بواسطة قرع الطبول، أما في الصباح، فتكون وسيلة الاتصال هي الأعلام والرايات.» *** [ثم يتلو هذا المتن نص آخر غير مكتمل العبارات وتتخلله فراغات في أماكن مختلفة، وتبدأ أولى فقراته بحوار بين تيانجي وسونزي، مؤلف كتاب «فن الحرب» المشهور، وتنتهي فقراته بعبارة، معناها «فمن ثم ندرك معنى الحرب، وبالتالي نمسك بزمام الفطنة والفهم ...»، ويتلو هذا النص جزء ثان من المتن، ترجمته كالتالي: ...] ... [فراغ ] (... فهذه هي فنون القتال ...) التي استخدمها سونزي في دولتي «أو» [تنطق كما في «أوليمبياد»] و«يوي»، وأخذها عنه سونبين، ثم نشر مبادئها في دولة تشي، ولا بد أن من يفقهون بواطن تلك المبادئ القتالية من آل سون، سوف يلتزمون في قيادة الجيوش والتشكيلات بما يتواءم مع طبائع الأمور، على النحو المعهود من مبادئ الأرض والسماء.
الفصل الخامس
انتقاء القوات1
قال سونبين: «يتوقف النصر العسكري، أساسا، على انتقاء القوات (الأصلح للقتال)، كما أن ما تتحلى به القوات من الشجاعة والإقدام يعتمد، بالدرجة الأولى، على ما تتميز به من الضبط والنظام. إن الأساس في المرونة القتالية يقوم على إدراك مزايا الأوضاع العامة [إدراك الموقف الاستراتيجي]، ولا شك أن صلابة القوات تصدر، أصلا، من صلابة إيمانها ومتانة عمادها من الثقة والإخلاص [... بما يقود معنويات المقاتلين للامتثال لتوجيهات قياداتهم].
إن التدريب هو القاعدة التي تدعم كفاءة القوات، (واعلم) أن انتصارا سريعا وحاسما هو أعظم مكسب للوطن، كما أن قوة الأوطان ومجدها الحقيقي يقاس بمدى ما تمنحه من الرفاهية واللياقة [حرفيا: ما تمنحه من الراحة واستعادة طاقاتها المهدرة]، ثم إن أسباب تدهورها واضمحلالها تنشأ عما تتردى فيه من حملات عسكرية متكررة.»
وقال سونبين: «إن المستوى الخلقي الرفيع يعد قاعدة صلبة تترسخ بتراكم التجارب ورصيد السنين والأيام. إن الإخلاص والإيمان والثقة تقوم جميعا على مبدأ من الجزاء العادل والمكافأة النزيهة. إن أعظم المبادئ العسكرية يقوم على كراهية الحرب، إن الفوز بثقة الجنود هو الضمان الحقيقي للنصر [فراغ] ...» وقال سونبين: «ثمة خمسة شروط لإحراز النصر على الدوام: (أولا)، أن يحوز القائد ثقة السلطة الحاكمة [حرفيا: الإمبراطور] بما يمكنه من إدارة معركته على نحو مستقل. (ثانيا)، أن يسبر القائد غور المعارك ويدرك طرائقها وأساليبها. (ثالثا)، أن يحوز القائد ثقة جنوده. (رابعا)، أن يقوم التكاتف بين القائد والأفراد. (خامسا)، أن يجيد القائد تقدير أحوال العدو بدقة، بالإضافة إلى إلمامه بخصائص وتضاريس أرضه، (فكل ذلك ضمان للنصر بلا جدال).»
وقال سونبين: «تنجم الهزيمة عن خمسة أسباب، وهي: (أولا)، أن يفقد القائد استقلاله وسلطته تحت تأثير خضوعه التام لسيطرة الحكم عليه [اقرأ: سيطرة الإمبراطور]. (ثانيا)، أن يجهل القائد فنون الحرب وقواعدها. (ثالثا)، أن يقع الشقاق بين القائد وزملائه. (رابعا)، أن يعجز عن الاستفادة من الجواسيس، (خامسا)، أن يفقد القائد ثقة جنوده.»
وقال سونبين: «مناط النصر في إخلاص القائد لبلاده، [في إحدى النسخ المحققة، يرد بعد عبارة «مناط النصر ...» فراغات في الأصل] وفي عدالته ونزاهته عند المكافأة والجزاء؛ وفي مقدرته على استغلال نقاط ضعف عدوه، [في إحدى النسخ المحققة يرد فراغ بعد عبارة «استغلال نقاط ...»، وهو ما استكملته النسخة التي أترجم عنها].»
وقال سونبين: لا ينبغي لمن تناءت عنه ثقة (جلالة الإمبراطور) أن يتولى قيادة القوات، [فراغ]. *** [يتلو المتن الأصلي للكتب، عدة فقرات غير مترابطة؛ لما يتخللها من فراغات، أكبر الظن أنها من إضافات النساخ في عصور متفرقة، ولم يحاول المحققون ضبط عباراتها وترجمتها، لكني سأحاول نقلها إلى العربية، فيما يلي: ...] «... فالباب الأول هو الأمانة، والثاني هو الإخلاص، أما ثالثهما فهو الجرأة ... فكيف بالإخلاص، ولمن يكون إذن؟ وأقول لك إن المعنى يعود إلى الإخلاص لجلالة الملك، وماذا عن الأمانة؟ وأجيب بأنها الأمانة في المكافأة والمجازاة، فماذا عن الجرأة ... إن من يحيد عن الإخلاص لمليكه، لن يجرؤ على قيادة جيشه، ومن لم يتوخ النزاهة في المكافأة والمجازاة، فلن تبذل له الجنود الاحترام، أما من يقتحم ساحة الحرب بغير اقتدار، فلن تهابه الجنود.»
Bog aan la aqoon