ما دمنا لا نحس بالروح كما نحس بالجسد والحياة والعقل وكما نحس بالكهرباء والمغنطيسية، أيضا فلا نستطيع أن نسلم بصحة فرض الروح. نريد برهانا إن تعذر الشعور.
يقول بعض المناقشين بهذا الموضوع: إذا كنت لا تحس ولا تشعر ولا تجد برهانا فلا تستطيع أن تنكر؛ لأنك لم تحط علما بكل شيء، فما تجهله لا تستطيع أن تنكره.
فهل منطق أسخف من هذا المنطق؟
أجل، لا يحق لي أن أنكر ما أجهله، اللهم إن كان ثمت أشخاص آخرون يعلمونه، وهل يحق لك أن تفرض ما تجهله أنت؟ فهل يستطيع هؤلاء المناقشون أن ينبئونا ماذا علموا وماذا فهموا، وكيف علموا وكيف فهموا، لكي نفهم نحن أيضا؟
أليس غريبا أن تطلب مني أن أعتقد بالمجهول كأنه شيء موجود وأنت نفسك أشد جهلا به مني؟
إذن تستطيع أن تفرض ألوف الفروض وتعطي لكل مفروض اسما، ثم تفرض علي الاعتقاد بوجودها من غير أن تحدد ماهيتها على الأقل. هل تستطيع؟ وتبرهن لي هذه الماهية.
هذا منطق أسخف من السخافة.
إذا كنت لا تفهم سر هذا المجهول فكيف علمت بوجوده؟
تحاول أن تثبت لي وجود الروح وخلودها، فأرجو أن تفهمني أولا ما هي الروح لكي أعلم ماذا تريد أن تثبت، وإلا فكأنك تريد أن تثبت لي وجود الأحرف الثلاثة - ر. و. ح - وهي لا تحتاج إلى إثبات. هي موجودة بين الحروف الأبجدية ... ا.ه.
والنتيجة: أنه لا يوجد شيء وراء الوجود المادي سوى الفراغ اللامتناهي - العدم. •••
Bog aan la aqoon