Falsafada Taariikhda ee Vico

Catiyyat Abu Sucud d. 1450 AH
36

Falsafada Taariikhda ee Vico

فلسفة التاريخ عند فيكو

Noocyada

وأخيرا تأتي المرحلة البشرية فنجد المساواة في الحقوق أمام القانون وحصول كل إنسان على حقوقه الطبيعية المشروعة في ظل حكومات ديمقراطية شعبية حققت المساواة بين طبقة النبلاء وطبقة العامة واعترفت بحق هذه الطبقة الأخيرة في المشاركة في نظام الحكم، وكانت اللغة في هذا العصر الأخير لغة شعبية غلب عليها النثر.

ذلك باختصار هو قانون تطور الأمم. ولقد قام فيكو بالتدليل على صدقه في كل ما يتعلق بحياة الشعوب والطبائع الثلاث التي تسودها وما يتبعها من عادات ثلاث، وبفضل هذه العادات تلاحظ ثلاثة أنواع مختلفة من القانون الطبيعي للأمم وما يتبع هذا القانون من تنظيم المراحل المدنية، فكانت الحكومات الثلاث وما يقابلها من لغات ثلاث، وتشكلت ثلاثة أنواع من الرموز، كما كانت هناك ثلاثة أنواع من التشريع والسلطة والعقل والأحكام.

وسوف نتتبع الآن بالتفصيل تطبيق فيكو لقانون التطور على كل هذه المجالات. (1) أنواع الطبائع الثلاثة

لا بد أن نذكر في البداية أن كلمة

Nature

عند فيكو تدل على معناها الأصلي في اللغة اللاتينية وهو المعنى الحيوي المتعلق بالأصل والميلاد والنشأة، وقد كانت الطبيعة الأولى دينية تتمثل في الشعراء اللاهوتيين الذين كانوا هم الحكماء الأوائل للأمم الأممية. هذه الطبيعة تزداد قوة في مرحلة ضعف التفكير العقلي وينشط فيها الخيال، وهي في الوقت نفسه طبيعة شعرية، وقد تأسست الأمم الأممية في هذه المرحلة على الدين وعبادة الآلهة التي خلقتها الأمم بنفسها. أما الطبيعة الثانية فهي بطولية، حيث اعتقد الأبطال أنهم من أصل إلهي وأنهم يتلقون النبوءات من الآلهة، وجعلوا أنفسهم نبلاء مسيطرين على العمالقة العاقلين الذين دفعهم البرد القارص للبحث عن النجاة في أماكن مسكونة فلجئوا إلى النبلاء الذين عاملوهم معاملة العبيد. وأما الطبيعة الثالثة فهي بشرية أو إنسانية وتتميز بالعقل والتواضع والشعور بالواجب ومعرفة قوانين الوعي والضمير.

3

وتولدت من هذه الطبائع «أنواع العادات الثلاث»؛ كانت العادات الأولى ممتزجة بالدين والتقوى، وكانت العادات الثانية منفعلة غضوبا تتمثل في عادات البطل سريع الغضب مثل أخيل، وأما العادات الثالثة فتتسم بالإحساس بالواجب ويتعلمها كل فرد بدافع من شعوره بالواجب الاجتماعي.

ومن هذه العادات تشكلت «أنواع القانون الطبيعي الثلاثة»؛ فالقانون الأول ديني إذ لم تكن هناك وسيلة لترويض البشرية الأولى في حالة توحشها إلا الدين؛ ولهذا كانت الآلهة في هذه المرحلة هي التي تقود الشعوب، وكانت القوانين تبعا لذلك قوانين إلهية. والقانون الثاني بطولي وهو قانون القوة التي يتسلح بها الأبطال، ولكن الدين يحكم هذا القانون بطريق النبوءات الإلهية حيث لا مجال لقوانين بشرية. أما القانون الثالث فهو إنساني نشأ عن تطور العقل البشري. ومن القانون الطبيعي للأمم - الذي وضعته العناية الإلهية بصورة طبيعية من خلال العادات والأعراف البشرية - نشأت كل النظم الاجتماعية وتكونت الحياة المدنية في الشعوب الأولى فكانت «الأنواع الثلاثة من الحكومات».

كانت الحكومات الأولى دينية إذ اعتقد البشر أن كل شيء يحكمه الآلهة، وكانت النبوءات والتكهنات هي التنظيمات الأولى في العصور القديمة، أما الحكومات الثانية فكانت بطولية أو أرستقراطية تغلب عليها القوة، هذه الحكومات ميزت بين النبلاء الذين انحدروا من أصل إلهي ولهم كل الحقوق المدنية المكفولة للطبقات الحاكمة، وبين العامة الذين يعتبرون من أصل متوحش لا يسمح لهم بالاستمتاع بالحرية الطبيعية، ثم أصبحت الحكومات الثالثة حكومات بشرية تميزت بالمساواة في العقل، الذي هو الميزة الطبيعية للإنسان؛ ولهذا أصبح الجميع متساوين أمام القانون.

Bog aan la aqoon