Falsafada Karl Buber

Yumna Tarif Khuli d. 1450 AH
168

Falsafada Karl Buber

فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

Noocyada

وهذا الاقتباس من فقرة تحت عنوان «نقيض النجاح»، يقول ديهاميل في آخرها: «هيا افتح يديك، ضع الكرة البيضاء في يدك اليمنى، والكرة السوداء في يدك اليسرى، النجاح في جهة وعدم النجاح في الجهة الأخرى ... وحاول أن تسير قدما معتدل القامة، محافظا على اتزانك، ولا تذكر غير كلمة واحدة، احذر النجاح، أما الباقي فلم أقله، لقد اكتفيت بأن فكرت فيه فقط.»

54

ولكن رغم كل هذا، لا بد أن يتمسك العالم دائما بقدر من الدوجماطيقية؛ لأنها تمكنه من الاحتفاظ بنظريته إذا كانت تستحق الاحتفاظ، ومن تطويرها كي تواجه النقد، فتصبح في صورة أفضل، ومن ناحية أخرى فإنها مدعاة لأن يكون النقد بدوره قويا حاسما؛ كي يواجه الدوجماطيقية، ولا يمكن الكشف عن مواطن قوة النظرية، ومواطن قوة النقد الموجه إليها بغير هذا الدفاع المشوب بشيء من الدوجماطيقية، وليس هناك أية نقطة في مناقشة النظرية أو نقدها بغير فائدة، كل هذا كي يحاول العالم دائما وضعها في أقوى صورة ممكنة.

55

وأخيرا في نطاق نصح العالم الشاب، ينبغي تنبيهه إلى الداروينية المنهجية؛ إذ ستجعله يضع أمام النظرية اختبارات دقيقة صعبة، كي يجعل صمودها عسيرا، فلا يكون البقاء إلا للأصلح بحق.

هذا هو أقصى ما يمكن أن يقوله بوبر للعالم الشاب، راجيا من هذا أن يفيده أو يدفعه إلى تحقيق أفضل نتائج ممكنة، وهذا قصارى ما يستطيعه علم مناهج البحث بوصفه الضيق السخيف كعلم معياري، أما الطريق إلى خلق النظرية فهو استحالة على أي علم معياري أو لامعياري، بغير توافر عنصر العبقرية الخلاقة. (5) وفي ختام الحديث عن عنصر العبقرية الخلاقة، نقول: إنها، بوصفها مناط الإبداع في العلم، قد ساعدت في تأمين منهج بوبر تماما تماما من أية مشاكل استقرائية؛ لأن مشكلة الاستقراء كانت تبرير القفز من الحالات المحدودة إلى النظرية الكلية، بوبر حذف الاستقراء، ووضع بدلا منه منهج التصحيح الذاتي، ولكن عين المشكلة ما زالت قائمة: فما هو تبرير القفز من موقف المشكلة إلى حلها؛ أي إلى النظرية العلمية؟ العبقرية العلمية هي التي تبرر هذا القفز.

56

وتأكيد أهمية هذا العنصر من أهم النقط التي تسجل لبوبر في مواجهة الاستقرائيين، فأهم عيوب الاستقراء أنه يضفي على البحث آلية ورتابة يستحيل قبولها، وببساطة، كما قال همبل: «لو كان ثمة مثل هذا الإجراء الاستقرائي الميكانيكي العام الذي يكون في متناول أيدينا، لما ظلت على سبيل المثال المشكلة الخاصة بتعليل السرطان دون ما حل حتى اليوم بالرغم من دراستها كثيرا.»

57

خاتمة (1) ربما كان اجتياز العلم في اختباره لوقائع التجريب، هو الذي جعل بعض الميثودولوجيين ينخدعون بأن نظرة بوبر المنهجية فيها استقراء، غير أنها ليست كذلك البتة، والأهم أنها لا تثير على وجه الإطلاق أيا من المشاكل الاستقرائية؛ ذلك لأن عدد الحالات المؤكدة لا يعني لا في قليل ولا في كثير، وحالة نفي واحدة أهم من مليون حالة تأكيد،

Bog aan la aqoon