Falsafada Qur'aaniga
الفلسفة القرآنية
Noocyada
على أن القرآن الكريم يأمر المؤمنين به أن يعاملوا الخائن بمثل عمله، ولا يتعدوه إلى الجور والتنكيل، ويزين لهم الصبر إذا آثروه على العقاب:
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين .
5
وقد غدر بعض المشركين بصلح الحديبية - وهو المقصود بالعهد «عند المسجد الحرام» - فلم يبطل النبي عليه السلام عهد سائرهم، ولم يقبل عنده قرشيا مشركا يجيئه في أثناء قيام العهد؛ عملا بما اتفق عليه المسلمون والمشركون، قال أبو رافع مولى رسول الله: بعثتني قريش إلى النبي فلما رأيت النبي وقع في قلبي الإسلام، قلت: يا رسول الله، لا أرجع إليهم، قال: «إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرود، ولكن ارجع إليهم، إن كان في قلبك الذي فيه الآن فارجع.»
بل روي في الوفاء بالعهد ما هو أكثر من ذلك؛ لأنه عهد بين آحاد في مثل حالة الإكراه، كما جاء في حديث حذيفة بن اليمان؛ حيث قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أنني خرجت أنا وأبي الحسيل فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمدا؟ فقلنا: ما نريده، وما نريد إلا المدينة! فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننطلق إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله فأخبرناه الخبر فقال: «انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم.»
وقد أوجب القرآن الكريم إتمام العهود إلى مدتها، إن كانت موقوتة بأجل متفق عليه، وأوجب إعلان بطلانها متى صحت النية على إبطالها،
وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم * إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين .
6
ولا نعرف إشاعة أكذب من قول القائلين - جهلا منهم أو تجاهلا بالقرآن الكريم: إن الإسلام دين سيف، وإن العلاقة بينه وبين الأمم علاقة حرب وقتال!
فإن شريعة القرآن لم تضع السيف قط في غير موضعه، ولم تستخدمه قط حيث يستغنى عنه بغيره.
Bog aan la aqoon