Falsafadda Ingiriiska ee Boqolka Sano (Qeybta Koowaad)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Noocyada
Croce
في أثناء إقامة له في نابولي، ومنذ ذلك الحين شعر بأن واجبه يقضي عليه بالارتباط بمذهب الهيجليين الإيطاليين (أي بمذهب جنتيلي
Gentile
فضلا عن كروتشه) والعمل على كسب اعتراف الإنجليزية. وقد أسفرت جهوده، في السنوات التي أعقبت الحرب الأولى مباشرة، عن موجة قوية من الإعجاب بكروتشه،
65
ولا سيما في أكسفورد (حيث اشتد هذا الإعجاب بفضل زيارة قام بها كروتشه ذاته). ولكن هذه الموجة تلاشت بسرعة، وقد حدد موقفه، في كثير من كتاباته، بأنه ضرب من مثالية كروتشه، مع أخذ أفكار معينة عن جنتيلي، وبذلك وجد لنفسه - مؤقتا على الأقل - ما يمكن أن يقال إنه موقف خاص به.
والفكرة الرئيسية في هذه المثالية، التي عرضها أساسا في بحثه «الفلسفة بوصفها نموا لفكرة الوعي الذاتي وحقيقته»، تتمثل في قوله بالطابع التاريخي للواقع، فالواقع في ماهيته، تبعا لهذا الرأي، ليس سكونيا ثابتا، وإنما هو حركي متغير؛ فله طابع العملية، وهو حادث أصيل، وهو تاريخي في جميع أجزائه وفي كل تعبير عنه. على أن تاريخيته لا زمانية، بمعنى أنها هي التحقق الأعلى للزمان، أي الأزلية. وفضلا عن ذلك فهو روحي تماما، ولا يوجد خارجه شيء روحي، وبالتالي لا يوجد شيء حقيقي أو واقعي بالمعنى الكامل. أما ما نطلق عليه اسم «المادة» أو «الطبيعة» فليس حقيقيا، ولو شئنا أن نعبر عن الواقع بطريقة إيجابية، لقلنا إنه فاعلية خالقة لذاتها، ولما كانت هذه الفاعلية روحية، فإنها تعبر عن نفسها على أكمل وأفضل نحو في الوعي الذاتي. ومن هنا فإن النشاط المميز للوعي الذاتي هو الفلسفة، مفهومة على أنها النمو الذاتي للروح، والواقع كله يدخل في نطاقها، وهي - من حيث المبدأ على الأقل - قادرة على التغلغل فيه. وهنا نجده مرة أخرى ينتفع بفكرة هيجلية هي فكرة معقولية الواقع، ويوجهها في هذه الحالة، في رد فعل عنيف، ضد المذهب المطلق عند برادلي وضد كل مذهب ذاتي أو برجماتي (ولو أن إغراءات البرجماتية، التي أسماها باللافلسفة
un-Philosophy ،
66
كانت أحيانا أقوى من أن يستطيع مقاومتها)، ففلسفة سمث هي مثالية موضوعية ديالكتيكية بالمعنى الهيجلي، تظهر فيها تلك التنوعات المميزة التي أدخلها الهيجليون الإيطاليون المحدثون على مذهب هيجل. (4) القسم الرابع: فلاسفة المثالية المطلقة
Bog aan la aqoon