Falsafadda Ingiriiska ee Boqolka Sano (Qeybta Koowaad)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Noocyada
»، صديق كونت الحميم، الذي تولى رئاسة الحركة بأسرها بعد وفاة مؤسسها، والذي أصبح كونجريف وزملاؤه، بالتالي، مرءوسين له، على أن الارتباط بالكنيسة الأم لم يكن ارتباطا وثيقا، بل كان قوامه دفع الاشتراكات للصندوق المركزي، والتشابه في اللوائح وأوجه النشاط. وقد بدأت بعض الاختلافات في وجهات النظر تظهر داخل الجماعة الإنجليزية، لا سيما في مسألة إيجاد تنظيم مركز من نوع كنسي دقيق؛ ذلك لأن فكرة تحويل الحركة كلها إلى كنيسة كانت متسلطة على ذهن مؤسس الحركة الإنجليزية وهو كونجريف، الذي كان شخصية ذات طاقة هائلة وقوة فردية عظيمة، أما أنصار الحركة من الشبان فقد أرادوا الاكتفاء بصيغ وطقوس أقل دقة، ولهذا السبب ذاته نشب خلاف بين «لافيت» وكونجريف، أدى في النهاية إلى شقاق علني، وبالتالي إلى انفصال الجماعة الإنجليزية عن المركز العام في فرنسا. ولكن هذه الخطوة كانت لها نتيجة لا مفر منها، هي حدوث انقسام في صفوف الحركة الإنجليزية؛ إذ رفض الأعضاء الأصغر سنا مسايرة القائد؛ نظرا إلى انشقاقه عن لافيت، واحتفظوا باتصالهم مع المنظمة الفرنسية ودعموه، ومن ثم فقد أنشأوا جماعة مستقلة تحت قيادة «لافيت». ورغم ذلك كله، فقد تمسك كونجريف بموقفه، واستطاع أن يكسب تأييد جزء من الطائفة الوضعية، وواصل إقامة الصلوات والمراسيم الدينية في شارع «تشابل»، أما جماعة «لافيت» فقد انضم إليها بريدجز وهاريسون وبيسلي، وأصبح بريدجز أول رئيس لل «هيئة الوضعية بلندن
London Positivist Committee » التي أنشئت حديثا، وحدث ذلك الانقسام عام 1878. وفي عام 1880، اعتزل بريدجز الرئاسة، وحل محله هاريسون بشخصيته الذكية، وظل يقود الجماعة حتى سنة 1904، وسرعان ما اتخذت الجماعة لنفسها دارا خاصة بها في لندن، أطلق عليها اسم «قاعة نيوتن
Newten Hall » وافتتحها «لافيت» بنفسه في أول مايو سنة 1881.
وهكذا فمنذ سنة 1878 كانت هناك جماعتان وضعيتان مستقلتان في إنجلترا، تستهدفان أساسا نفس الغايات وتقومان بنفس أنواع النشاط، أصبحت إحداهما مكتفية بذاتها تماما، بينما احتفظت الأخرى بعلاقات رسمية مع مركز الحركة في باريس، وقدمت إليه معونات مالية. وسنطلق على أولى هاتين الجماعتين اسم جماعة كونجريف، وعلى الثانية جماعة هاريسون، وذلك تبعا لاسم رئيس كل منها. وتشترك الجماعتان في أنهما أظهرتا أعظم قوة وأكبر قدر من النمو في العقدين التاسع والأخير من القرن الماضي، وبحلول القرن الجديد طرأت عليهما عملية انحلال سريع لم يكن من الممكن إيقافها، وأصاب الحركة كلها هزال، وأخذت تضمحل رويدا رويدا. وأحرزت كلتا الجماعتين بعض النجاح في الأقاليم، وإن يكن في معظم الأحيان نجاحا عابرا، فقد تكونت «خلايا» للوضعيين في ليفربول ومانشستر ونيو كاسل وبعض المدن الأخرى، غير أن الحركة ظلت أساسا مقتصرة على العاصمة. وقد فقدت جماعة كونجريف، قوتها الدافعة بوفاة كونجريف عام 1899، وأدى فقدان زعيمها إلى انحلالها، فخلفه هنري كرومتون
Henry Crompton ، ومن بعده الفرد هاجارد
Alferd Haggard ، وهنري دوسانز
Henri Dussanze
وفيليب توماس
، ولكن لم يكن لواحد من هؤلاء تلك الصفات الممتازة التي كان يتصف بها المؤسس الإنجليزي الأول للوضعية. وأما جماعة هاريسون فقد أظهرت مزيدا من الحيوية، وكان الفضل يرجع إليها في جمع ونشر «التقويم الجديد للعظماء» الذي أشرنا إليه من قبل، وفضلا عن ذلك فقد أسست الجماعة مجلة خاصة بها، هي «المجلة الوضعية
The Positivist Review » التي أنشئت سنة 1893، وكان يشرف على نشرها أولا بيتسلي، ثم س. ه. سويني
Bog aan la aqoon