Falsafada Hindiya: Hordhac Gaaban
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
وتمثل كتابات «الأوبانيشاد» ملحقات للنصوص القديمة، وتضم ما يلي: «كاوشي تاكي» «تشاندوجيا» «تايتيريا» «مونداكا» «براشنا» «بريهادارانياكا» «كينا» «كاتها» «إيشا» «شفيتاشفاتارا»
تحتوي كتابات الأوبانيشاد على الكثير من الأحاديث التأملية والتعليمية، حول طبيعة أداء الطقوس القربانية والهدف منها وضرورتها. أما ما يميزها عن النصوص البرهمية الأولى فهو أنها تحتوي أيضا على تعاليم وأفكار تقلل من مكانة الهدف من الطقوس وتجعله مجرد التزام بالسعي لفهم طبيعة البشر. بالإضافة إلى ذلك، فالمعرفة التي كانت تسعى إليها كانت معرفة شخصية وباطنية - معرفة «روحانية» داخلية - في مقابل معرفة القربان الطقسية العلنية. وهذا يمثل تحولا في التقليد من اهتماماته السابقة التي كانت متمحورة حول الكون إلى الاهتمام بموضوعات متمحورة حول الإنسان على نحو أكبر؛ أو أنه يركز على الفرد على نحو أكثر تحديدا داخل إطار الصورة الكونية الأوسع نطاقا المتعلقة بالفترة القديمة التي كانت خالصة للطقوس. تضم كتابات الأوبانيشاد أول تسجيل لفكرة أن البشر يولدون مرارا وتكرارا في ظروف تتوقف على أفعالهم في الحيوات السابقة. وتقول الكتابات إن الأداء المتقن والصحيح للقرابين لن يحقق العواقب التي من أجلها قدمت القرابين فحسب، بل سوف يؤثر تأثيرا مفيدا على ظروف الحياة التالية للشخص، وهذا هو قانون الكارما (الفعل) الذي لا ينطبق على آليات الطقوس فحسب، بل ينطبق أيضا على آليات التجربة البشرية.
ورغم ذلك، فأهم شيء يجب أن يطمح المرء إليه هو اكتساب معرفة طبيعة ذاته الجوهرية أو روحه، التي تسمى «أتمان» باللغة السنسكريتية. وتقول نصوص الأوبانيشاد إن الذات والكون شيء واحد، وتقول على نحو متكرر إن أتمان المرء لا تنفصل عن كل الموجودات. ويعرف ذلك على نحو مشهور بهذه الجملة: «تات تفام أسي»: «أنت [كل] ذلك» («تشاندوجيا أوبانيشاد»، المجلد 6). ويجب السعي إلى اكتساب معرفة تجريبية عن هذه الهوية؛ لأن مثل هذه المعرفة تؤثر على خلاص المرء (الخلاص يعني «موكشا» بالسنسكريتية) من الميلاد المتكرر. ويقدم هذا المبدأ فكرة الخلاص إلى التقليد البرهمي لأول مرة، وعلى الرغم من استمرار ممارسة طقوس تقديم القرابين حتى الوقت الراهن، فإن تجربة الموكشا سرعان ما أصبحت الهدف الأسمى للوجود البشري. لقد أصبحت تعتبر معرفة إيجابية تماما مكنت المرء من الهروب من دوامة الميلاد المتكرر وجعلته يشهد الخلود: «إن المرء الذي يرى ذلك لا يشهد الموت أو المرض أو الضيق [بعد الآن].» («تشاندوجيا أوبانيشاد»، المجلد 7).
وحدة الوجود
إذا نظرنا من وجهة النظر العامة بدلا من وجهة النظر الخاصة وجدنا أن المبدأ القائل بتطابق الذات والكون يجيب أيضا عن التأمل الأولي المتعلق بطبيعة الكون. في كتابات الأوبانيشاد القديمة يشار إلى الكون بالمصطلح المحايد «براهمان» (لا تخلط بينه وبين صيغته المذكرة «براهما» الذي هو اسم ديفا مهم في هذا التقليد). ويعد براهمان المرادف لثابت غير شخصي يمكن أن يطلق عليه أيضا وحدة الوجود أو الوجود. وفي فقرة مهمة يعلم فيها أحد الآباء ابنه، فيقول:
في البداية، كان هذا الكون مجرد وجود؛ واحد فقط دون ثان. وصحيح أن بعض الناس يقولون إنه «في البداية كان هذا العالم مجرد لاوجود - واحد فقط دون ثان - ومن اللاوجود ظهر الوجود.» لكن كيف يمكن أن يكون هذا هو واقع الأمر؟ كيف يمكن أن يأتي الوجود من اللاوجود؟ على النقيض من ذلك، في البداية، كان هذا العالم مجرد وجود - واحد فقط دون ثان. «تشاندوجيا أوبانيشاد»، المجلد 6
يشار إلى المبدأ القائل إن الكون واحد بالمصطلح الوجودي «واحدية»، وهذا يعني أنه يوجد موجود واحد فقط، ولا يوجد شيء مغاير لهذا الموجود؛ إذن فكل ما هو موجود هو في النهاية شيء واحد، حتى إذا لم يبد لنا أن الأمر كذلك؛ فليس بالضرورة أن نكون قادرين على رؤية ذلك ليكون صحيحا. الواحدية مصطلح عددي وليس نوعيا. ويلزمنا معلومات إضافية لمعرفة طبيعة وسمات وحدة الوجود، في حال وجود تلك السمات.
الواحدية ليست مصطلحا إيمانيا أيضا، ويجب ألا يخلط بينها وبين مفهوم «التوحيد»؛ فالتوحيد ينص على وجود إله واحد، لكنه لا يخبرنا أي شيء آخر عن ذلك الموجود في حد ذاته، ولا ينص على أنه لا يوجد سوى وحدة الوجود. فإذا كان الكون واحديا، ففي إطار وحدة الوجود من الممكن أن يعتقد أنه يوجد شيء يبدو كإله - أو عدة آلهة في واقع الأمر - لكن ذلك لن يكون له علاقة بوحدة الوجود الأساسية سوى ذلك التعدد الظاهر في العالم التجريبي.
وتزخر كتابات الأوبانيشاد القديمة بجمل تفسر نتائج وحدة الوجود: «إنه من خلال الرؤية، والسمع، والتفكر، والتركيز على الذات الجوهرية للمرء (أتمان) يعرف العالم كله» («بريهادارانياكا أوبانيشاد»، المجلد 2). «الأتمان أسفل وأعلى، وفي الغرب والشرق والشمال والجنوب. الأتمان بالفعل هي العالم كله» («تشاندوجيا أوبانيشاد»، المجلد 7). وعلى نحو مباشر إلى حد كبير، فالتعبير «أتمان هي براهمان» يوحد على نحو واضح تماما بين الذات الجوهرية والكون، ويجعلهما في النهاية شيئا واحدا لا شيئين.
إن التركيز على هوية الذات الباطنية والكون يشير إلى أن التعاليم المذكورة في كتابات الأوبانيشاد يمكن اعتبارها ذروة تحويل القربان إلى قربان باطني، كما قلنا في السابق. إن الممارسات الخارجية والمرئية الموجهة نحو العالم الخارجي تحولت ببساطة إلى فهم شخصي داخلي للعالم. وتدعم كتابات الأوبانيشاد أيضا تقليد طقس القربان؛ إذ إنها لا تذكر في أية نقطة ما يشير إلى ضرورة هجر تلك الطقوس. على العكس من ذلك، فإن كتابات الأوبانيشاد تؤكد على الحاجة إلى أداء الطقوس وعلى النظام الاجتماعي الطبقي، القائم على النقاء الشعائري الذي من خلاله تؤدى تلك الطقوس، وبذلك كان ممكنا أن توجد كل من الطقوس وتعاليم الأوبانيشاد جنبا إلى جنب داخل التقليد البرهمي. أما المكانة العليا المخصصة لصحف الطقوس الفيدية فهي مخصصة بالمثل لكتابات الأوبانيشاد؛ إذ تعتبر كلتاهما متضمنة لتعاليم متعلقة بالحقيقة.
Bog aan la aqoon