Falsafada Hindiya: Hordhac Gaaban
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
وجود الفرع الشعائري والفرع المعرفي من التقليد البرهمي جنبا إلى جنب.
وعلى الرغم من أن طقوس تقديم القرابين الفيدية تعتبر الآن نشاطا دينيا، فإن هذه الطقوس كانت تؤدى إلى حد كبير لأهداف دنيوية، وهذا يعني أن الغرض الأساسي من القربان كان أن يستمر الكون في العمل بأفضل مستوى كفاءة في الوقت الراهن. وكانت تقدم القرابين إلى عناصر النظام الطبيعي للكون مثل الشمس والمطر والبرق والرياح وغيرها، وكانت تقدم أيضا لمبادئ مجردة مثل العهود والنذور. وفي العموم كان يطلق على ما يقدم له القربان «ديفا». وكان المنطق وراء هذه الممارسة هو أنه إذا أدى الإنسان طقوس تقديم القربان على نحو صحيح، فإن «الديفا» سوف يرد بأداء وظيفته الكونية على أكمل وجه. وبهذه الطريقة استمر النظام الكوني، الذي أصبح معروفا فيما بعد باسم «دارما». أما ما فرض على كهنة البرهمية ضرورة القيام بالطقوس فهو صحف الطقوس، وتمثل هذه الصحف الأجزاء القديمة من مجموعة النصوص المعروفة باسم فيدا؛ ولذلك يمكن الإشارة إليها باسم صحف الطقوس الفيدية، وأحيانا يشار لهذا الدين القرباني باسم الدين الفيدي القرباني.
كانت «طقوس تقديم القرابين» التي جلبها الآريون تتم على يد أشخاص متخصصين (كهنة البرهمية)، نيابة عن أشخاص يحق لهم ويجب عليهم توظيف كهنة البرهمية للقيام بالطقوس. وكان تقديم القرابين يتم في مكان معد خصوصا لذلك، منظم حول نار أو نيران موجودة في المنتصف. وبالإضافة إلى الكلمات والأصوات التي يتمتمون بها أو يتحدثون بها أو ينشدونها، كانوا يستخدمون أيضا أدوات معدنية عند وضع القربان في النار، وكان القربان من مواد مثل الحبوب المطهوة والزيت. وكانت كل الأمور المتعلقة بالقربان، بداية من مساحة المكان إلى نوع القربان الواجب تقديمه والكلمات المستخدمة، موصوفة في صحف الطقوس.
كلمة «فيدا» تعني «المعرفة»؛ فهي تشير إلى اعتقاد أن الأسلاف القدماء للكهنة البرهميين في القرن الخامس قبل الميلاد عرفوا أو «رأوا» الحقيقة التي تتضمنها الفيدا (ولهذا السبب أطلق عليهم الناظرون). وهذا المعتقد لم يكن مفهوما مطلقا على أنه حقيقة مكتشفة خاصة بالمعلمين، بل فهموا أنها حقيقة كونية أبدية وغير مرتبطة بشخص بعينه، وأن الناظرين كانوا مجرد أداة لتدوينها للأجيال القادمة. وبهذه الطريقة أصبحت مكانة نصوص تقديم القرابين الفيدية ذات أهمية بالغة، واعتبر أي شيء مفروض على الإنسان بموجب مجموعة هذه النصوص صحيحا لذاته؛ إذ يجب تنفيذه لأنه يجب تنفيذه؛ فهذا جزء من الحقيقة الأبدية. وعلى هذا الأساس فإن الاهتمام بالدقة لضمان الفعالية عززه الاعتقاد الذي يقول إن الأداء الصحيح لكل طقس من الطقوس هو جزء من الواجب الكوني.
شكل : أدوات الطقوس المستخدمة في القربان الفيدي.
شكل : ما زالت طقوس القربان الفيدي تقام إلى يومنا الحالي، ولم تتغير عن الأوقات القديمة إلا قليلا.
بالإضافة إلى الأفعال الشعائرية البدنية، وصفت صحف الطقوس مجموعة من الكلمات والأصوات التي يمكن أن يشار إليها جميعا بأنها صيغ لا بد من نطقها أو التمتمة بها أو إنشادها عند تقديم القربان. وكان كل من الفعل البدني والصوت يسهمان في نتائج التضحية؛ فقد كانا من «الأفعال» ذات العواقب، أو ما يطلق عليه كارما. وكانت اللغة السنسكريتية هي اللغة المكونة لهذه الصيغ، ونتيجة لذلك اعتبرت اللغة أداة مقدسة ذات قدرة هائلة أكثر من كونها مجرد وسيلة للتواصل. وفي واقع الأمر، لقد اعتبرت تجسيدا في صورة صوتية لتجلي الكون.
اللغة السنسكريتية
تشترك كلمة «سنسكريت» مع كلمة كارما في جذر الفعل «كري»، أما البادئة «سنس» فتعطي معنى «المكونة جيدا» أو «المبنية جيدا»، وهذا يوضح الارتباط بين النطق الصحيح الواضح للكلمات السنسكريتية وبين الكون المتجلي الذي تشير إليه.
شكل : مقتطف من ريج فيدا، مخطوطة يعود تاريخها إلى عام 1434 للميلاد.
Bog aan la aqoon