Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Noocyada
والاعتراض في هذه الحالة هو أن مثل هذا الرأي ينطوي على القول بأن العمليات الذهنية ليست إلا مظهرا خداعا لخصائص معينة للمادة، على حين أن تجربتنا في الموقف الطبيعي تمنع من إرجاع الوعي إلى المادة على هذا النحو، بل إن أصحاب هذا الاعتراض يرون أننا لا نستطيع حتى أن نتصور كيف يمكن أن يكون الإحساس نتيجة لحركة من نوع ما، ميكانيكية كانت أم عصبية. ومع ذلك فإن المادي التوحيدي يرد، كما رأينا في فصل سابق، بأن «استحالة التصور» ليست دليلا على الإطلاق، كما اتضح مرارا خلال تاريخ الفلسفة. وهو يواصل رده قائلا إنه لما كانت الحركة تبدو هي الظاهرة الشاملة المصاحبة لكل الحوادث في الكون، فهلا يكون من المنطقي أن نفترض أنها موجودة أيضا في كل حادث ذهني؟
مشكلة المصطلح : من الواضح أن المناقشة في هذا الصدد سرعان ما ترتد إلى مسألة تعريفات ومصطلح. فيبدو أن المسألة الرئيسية هي ما إذا كانت الحركة الفيزيائية سببا وعنصرا مصاحبا
Accompaniment
أم هي المعادل الفعلي للعملية الذهنية. والواقع أن أغلب الماديين المحدثين يلجئون إلى الشكل العلي للمذهب، فيرون أن كل تغير ذهني ناتج عن تغير فيزيائي من نوع ما - وكما يعبر عالم النفس عن هذه الفكرة، «فليس ثمة حادث نفسي بدون حادث عصبي». أما التحديد الدقيق للطريقة التي يستطيع بها التغير العصبي أن يؤدي إلى إحداث تغير ذهني، فهو مشكلة تترك لعالم الأعصاب وعالم النفس. وللعلماء في هذين الميدانين نظريات متعددة، بعضها منطقي ومقنع، ومع ذلك فإن الطريقة التي تسبب بها الحوادث العصبية حوادث نفسية تظل، آخر الأمر، نوعا من اللغز الغامض، ويعترف المادي بأننا لا نعرف حتى الآن إلا القليل جدا عن هذه المسألة الحاسمة، ولكن ثقته الكبيرة بالعلم من حيث هو أسلوب لحل «الألغاز»، تجعله لا يشعر بالهزيمة من جراء حالة الجهل هذه، وإنما هو يؤمن بأن افتراض وجود أساس مادي من نوع ما للذهن ، هو افتراض أكثر منطقية (وأكثر اتساقا بالتأكيد مع بقية معارفنا العلمية) من الاقتداء ببعض المذاهب المثالية وافتراض وجود «ذهن» لا صلة له بالأصول الفيزيائية، ومستقل عن التغيرات الفيزيائية.
ولعلنا نذكر مما قلناه في الفصل الذي قدمناه عن «الذهن» (الفصل السادس) من أن مثل هذا الاعتماد السببي للذهن على الجسم لا يؤدي بالضرورة إلى واحدية فيزيائية تامة. ففي وسع المرء أن يقول، مع أنصار نظرية الانبثاق بأن الذهن قد ظهر نتيجة لمستوى جديد من التنظيم العصبي، ولكنه يستطيع في الوقت ذاته أن يقول إنه، بمجرد انبثاقه، قد أصبح يكون حقيقة مستقلة في الكون، تتميز كيفيا عن العالم المادي. وعلى حين أن مثل هذا الموقف ليس مستبعدا منطقيا، فإن معظم دعاة الانبثاق كانوا من الماديين السببيين، من ذلك النوع الذي نصفه الآن؛ لأن أي اعتماد سببي يبدو أنه يحيلنا إلى ميتافيزيقا واحدية. ومن الواضح أنه لما كان الرأي الحالي يجعل الذهن متوقفا على الجسم والعمليات الجسمية في وجوده ذاته، فإن الحصيلة النهائية لا بد أن تكون نظرة مادية إلى العالم. وفي مثل هذه النظرة يكون الواقع النهائي فيزيائيا أو ماديا، ومع ذلك يكون للعالم الذهني نوع مشتق أو غير مستقل من الحقيقة. (3) مدارس الواحدية: المذهب الروحي
ينبغي أن يلاحظ أن الواحدية التي وصفناها الآن هي واحدية حقيقية، وليس فردانية. فالواحدية فيها ترجع جذورها إلى «مادة» واحدة نهائية، لا إلى موجود واحد من نوع ما. وبينما الواحدي المادي قد يذهب إلى أن كل ما هو موجود متضمن في الكون الفيزيائي، فإنه يؤكد تفرد «المادة» التي صنع منها الكون، لا كليتها الشاملة الجامعة. أما إذا انتقلنا إلى المذاهب الواحدية الروحية، فهناك احتمال أقوى بكثير في أننا سنجد أنفسنا إزاء مذهب فرداني
Singularism
وقد وصفنا هذا المذهب من قبل بأنه يقول إن الأشياء كلها ليست إلا أجزاء أو فتاتا من الكل أو المجموع الشامل، وتحدثنا عن المثالية المطلقة بوصفها المثل الكلاسيكي لهذا المذهب. ولقد كان هناك دعاة للمذهب الروحي التعددي (مثل ليبنتس وباركلي مثلا)، يرون أن الأذهان الفردية أو «الأرواح» مستقلة بعضها عن البعض بدرجات متفاوتة، ولكن المذهب الفرداني والواحدية الروحية قد أصبحا في الفلسفة القريبة العهد شبه مترادفين.
الحجج الرئيسية للواحدية المثالية : هناك عدة حجج تساق لتأييد الواحدية المثالية أو الروحية، غير أن من الممكن إرجاع هذه الحجج إلى حجتين أساسيتين:
الأولى: هي حجة باركلي التي أصبحت الآن مألوفة، والتي هي أساس نظرية المعرفة المثالية الحديثة: فكل وجود كما نعرفه متوقف على التجربة، ومن ثم فكل وجود متوقف على القائم بهذه التجربة، الذي هو الذهن أو الروح أو الوعي. وعلى ذلك فإن الأذهان أو الأرواح وأفكارها هي كل ما يوجد؛ وبالتالي فإن الذهن أو الروح هو الحقيقة النهائية. والحجة الثانية تشير إلى واقعة لا يمكن إنكارها، هي أننا نحس بأنفسنا أو «ندرك» أنفسنا على أننا موجودات لا مادية أو روحية، لا يمكن التوحيد بين وجودها وبين وجود الأجسام المادية. وقد قبل كثير من المفكرين المثاليين هذا الشعور الحدسي دون مناقشة، وهو في نظرهم يمثل حجة قوية في صف الواحدية الروحية. وقد يعترض على ذلك بأن شعورنا بأنفسنا بوصفنا موجودات روحية، حتى لو كان حدسا صائبا لا يثبت أن الكون في مجموعه ذو طبيعة نهائية روحية. غير أن لهذا الحدث أهمية عظمى في البحوث الميتافيزيقية بالنسبة إلى المثاليين من جميع المدارس، الذين يرون أن طبيعة الإنسان تكشف خصائص الطبيعة الكونية. «فتركيب الواقع مماثل لتركيب أذهاننا». ولما كنا نعرف أننا موجودات روحية، فإن لنا الحق في القول إن العالم ذو طابع روحي.
Bog aan la aqoon