Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Noocyada
وكل ما نستطيع أن نتحقق منه هو أنه إذا كانت لدينا المقدمتان س = ص وص = ع. فإننا، نستطيع أن نستخلص منهما نتيجة صائبة هي أن س = ع. ولنتأمل مثلا آخر مستمدا من مجال المنطق الاستنباطي أو الصوري، هو القياس الآتي:
كل أشجار البلوط لها لحاء خشن
هذه الشجرة شجرة بلوط
إذن هذه الشجرة لها لحاء خشن
من الواضح أن هذه النتيجة صائبة، ولكنها لا تكون حقيقة مطابقة للواقع إلا إذا كانت المقدمتان بدورهما مطابقتين للواقع. فإذا استطاع شخص أن يثبت أنه ليس لكل أشجار البلوط لحاء خشن، أو إذا استطعنا أن ننجح في تحدي «الواقعة» القائلة إن نفس هذه الشجرة التي نبحثها هي شجرة بلوط، عندئذ لا يمكن أن تكون نتائج القياس صحيحة؛ أي مطابقة للواقع أو للنظام الموضوعي للطبيعي، مهما تكن سلامة القياس وصوابه ، من حيث هو سلسلة استدلالية. ومن جهة أخرى، فلنقم بتغيير طفيف في هذا القياس بحيث يكون نصفه:
كل أشجار البلوط لها لحاء خشن
هذه الشجرة لها لحاء خشن
إذن هذه شجرة بلوط
مثل هذا القياس يتضح لنا للوهلة الأولى أنه غير صائب؛ إذ لا يوجد في المقدمات ما يؤكد أن أشجار البلوط وحدها هي التي لها لحاء خشن. فالاستدلال غير قاطع؛ إذ إن كل ما نستطيع استنتاجه من هاتين المقدمتين هو: «إذن هذه الشجرة قد تكون شجرة بلوط». ولكن لا سبيل لنا إلى أن نستخلص منها تأكيدا قاطعا هو: «إذن هذه شجرة بلوط». وستظل النتيجة على صورتها هذه غير صائبة، حتى ولو تصادف أن كانت مطابقة للواقع. وبعبارة أخرى، فلو تصادف أن كانت الشجرة بالفعل شجرة بلوط، فإنها تكون كذلك بالمصادفة، لا بسبب أية ضرورة منطقية منبعثة عن المقدمات الموجودة.
هذا هو الفارق بين «الحقيقة المطابقة للواقع» وبين «الصواب» وكما قلنا من قبل، فإن النظرية التي تجعل من الحقيقة ترابطا تمتاز بالبساطة، من حيث إنها لا تهتم إلا بالصواب والاتساق. فإذا ما ترابط نسق فكري منطقيا لم نكن نحتاج إلى شيء آخر من أجل قبوله، تبعا لهذه النظرية. وإنها لميزة غير قليلة أن يكون لدينا مثل هذا المعيار البسيط، لا سيما وأن من الممكن عادة (كما أوضحنا من قبل) أن نصل إلى اتفاق حول ما هو متسق وما هو غير متسق مع أي نسق في مجموعه. ولكن من سوء الحظ أن نقاط الضعف الواضحة في هذه النظرية تفوق مزاياها بكثير. ومن ثم فهي تستخدم معيارا أوحد للحقيقة في ميادين قليلة جدا، ولا سيما في الرياضيات.
Bog aan la aqoon