Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Noocyada
6
الموقف الإنساني : من الواضح أن الوجودي ليست لديه أية فكرة مغرورة عن الأهمية الكونية للجنس البشري، بل إنه ربما كانت لديه أدنى فكرة صاغها أي مذهب فلسفي عن أهمية الإنسان هذه. ولكن هناك أمرا له أهميته الكبرى في هذا الصدد، وهو أن هذا الحط من مركز الإنسان في الكون لا يقلل بحال من الأهمية الذاتية لقرارات كل فرد والتزاماته والمشاعر التي ترضيه. وفي وسعنا أن نلخص القضية الرئيسية للوجودية المعاصرة بشأن الموقف الإنساني بنفس العبارات التي استخدمت في تلخيص وجهة نظر واحد من مؤسسي الوجودية المسيحية، وهو باسكال: «ما أنا؟ أنا في نظر الكون، لا شيء، وفي نظر نفسي، كل شيء!» فما يصنعه الفرد بحياته، بعد أن يدرك هذه الحقيقة العظيمة الأهمية، الخاصة بوجوده الخاص، هو الأمر الحاسم. فإن كان وجوديا إلحاديا، فإنه لن يضيع وقته في محاولة إثبات أن الكون يهتم به فعلا، بل سيقوم بالتزاماته ويبدأ مشروعاته وهو يدرك كل الإدراك أن حوله عالما لا متناهيا في الزمان والمكان، غير مكترث بوجوده أو بسعادته. أي إنه، بالاختصار، سيسير وحيدا في طريقه.
إن القائل بمذهب الألوهية المفارقة، حين يتأمل موقف الإنسان في الكون الواسع، ينتهي إلى: «أننا وحدنا، لولا الله»، والمثالي يقول: «إننا وحدنا، لولا أننا أذهان متناهية تشارك في أفكار العقل اللامتناهي». ويقول صاحب النزعة الإنسانية: «إننا وحدنا، لولا صحبة الطبيعة ورفاقنا من الناس». أما الوجودي فيؤكد: «إننا وحدنا وكفى». وفيما يتعلق بمصدر القيم، يقول صاحب مذهب الألوهية المفارقة «إن «الخير» هو ما ينسجم مع إرادة الله». وترى المثالية أن «الخير» هو ما يتسق مع تفكير العقل المطلق. وتعتقد النزعة الإنسانية أن «الخير» يعني أي شيء يحقق السعادة البشرية. أما الوجودية فترى أن «الخير» هو كل ما يجده الفرد خيرا، أو يجعله خيرا، بفضل اهتمامه به أو ولائه له. وقد اقتبسنا من قبل نصا «لهوبز»، كتب في القرن السابع عشر حول هذا الموضوع، قال فيه: «إن كل ما يكون موضوعا لشهوة أي شخص أو رغبته. يسميه ذلك الشخص من جانبه خيرا.» ومع ذلك فإن النظرية الوجودية في القيمة تمضي أبعد حتى من هذا، فتذهب إلى أن ما يسميه الإنسان «خيرا»، وما هو خير، هما شيء واحد. فكل تقويم إنما هو أمر شخصي؛ لأنه نتيجة تاريخ فردي لا نظير له، وتعبير عن مشروع حياة فردية.
ومن الواضح أن الوجودية المعاصرة، من حيث هي نظرية في القيمة، ثورية مجددة. فعلى نفس النحو الذي تعمل فيه التجريبية المنطقية، باتجاهها المعادي للميتافيزيقا، على هدم الجزء الأكبر من الفلسفة التقليدية، نجد أن الوجودية تهدم معظم المذاهب الأخلاقية التقليدية. وبينما الأخلاق التقليدية كانت تنشد معايير شاملة للقيمة والسلوك، فإن الوجودية تنكر صراحة وجود أية معايير كهذه. وبينما الأخلاق التقليدية قد أيدت إلى حد بعيد. عن قصد أو دون قصد، معايير السلوك المتعارف عليها، والسلوك الاجتماعي المقبول فإن الوجودية قد تعمدت مهاجمة معظم هذه المعايير ذاتها. وعلى حين أن التقليديين كانوا في صف الملائكة، إن جاز هذا التعبير، وأن الإنسانيين كانوا في صف الإنسان في حالاته المثلى، فإن الوجودية كانت في صف الناس - بكل ما فيهم من نواحي ضعف وقوة فردية، ومن حكمة وغباء، وأفعال خيرة وأفعال شريرة. أما أن الوجودية، حين نبذت الفكرة المعتادة التي تقول بطبيعة بشرية مثلى، ومعايير مثلى للسلوك، قد حطت من قدر الإنسان أم أنها استحدثت أول نظام نزيه للقيم بالمعنى الصحيح، فتلك مسألة ينبغي أن نترك البت فيها لكل قارئ ولحكم التاريخ. (6) كلمة الختام
يشعر كاتب الفلسفة أو معلمها دائما بوطأة المسئولية عندما يصل بقرائه أو طلابه إلى النقطة التي يريدها ثم يتركهم فجأة في ليل الفلسفة مودعا إياهم بقوله: «حسنا، من الآن فصاعدا أصبحتم مستقلين. وداعا، وحظا سعيدا!» ومع ذلك يبدو أنه لا مفر من هذا الافتراق؛ إذ إن على كل إنسان، آخر الأمر، أن يقرر، بنفسه ولنفسه فقط، ما الذي يمكنه أن يؤمن به - بل ما الذي ينبغي أن يؤمن به إن شاء أن يشعر في حياته بأي نوع من الرضا. فليس ثمة بديل فلسفي لاتخاذ هذا القرار الذي هو أهم القرارات جميعا. قد نرجئ اتخاذ هذا القرار إلى حين، بل قد نسعى إلى تجنبه تماما عن طريق اتباع سلطة معينة، ولكننا سواء سلكنا هذا الطريق أم ذاك، فلن نستطيع، كما رأينا عند مناقشتنا لنظرية المعرفة، أن نتجنب المشكلة تجنبا دائما. حتى لو لم نعرب عن إيماننا بكل هذه الألفاظ، فلا بد أن نسلك كما لو كنا نقول بصحة أشياء معينة، ولا بد أن تنطوي أفعالنا على اعتقاد معين، سواء أكنا نصرح به أم لم نكن. ولو سعينا إلى التهرب من مسئولية تفكيرنا الميتافيزيقي باتباع سلطة معينة، لألقيت على عاتقنا مسئولية جديدة هي أن نقرر أي السلطات نتبع، وإلى أي مدى نتبعها. على أن شتى أنواع التهرب هذه لا جدوى منها، فتحديدنا للمعتقدات النهائية التي نأخذ بها ينطوي على نتائج فلسفية ضمنية واضحة: ذلك لأن كلا منا - سواء أدرك ذلك أم لم يدركه - يتخذ قراراته الخاصة بشأن طبيعة الحقيقة النهائية ونوع العالم الذي نؤمن بأننا نعيش فيه. ولذا فإن رأس الحكمة إنما هو أن نتخذ هذه القرارات بأعقل صورة ممكنة، حتى تكون نظرتنا الفردية إلى العالم أصح وأنجح وأبقى ما يمكن أن تكون. ذلك لأننا، كما قال أرسطو منذ وقت بعيد، وكما أكدنا نحن عندما بدأنا رحلتنا الفلسفية هذه معا، سواء أردنا أن نتفلسف أم لم نرد، فلا بد لنا من التفلسف. وإن مجرد انتمائنا إلى الجنس البشري ليلقي على أكتافنا هذا العبء، والمسألة الوحيدة هي مدى إنجاحنا أو إخفاقنا في تحمله.
قائمة المصطلحات
كانت المصادر الرئيسية التي استعنا بها عند إعداد هذه القائمة هي «قاموس الفلسفة وعلم النفس» لبولدوين:
Baldwin’s “Dictionary of Philosophy and Psychology” ، وقاموس الفلسفة لرونز
Runes “Dictionary of Philosopy” ، ومعجم لالاند الفلسفي
Lalande’s “Vocabularie do la
Bog aan la aqoon