Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
131

Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda

الفلسفة أنواعها ومشكلاتها

Noocyada

فمن الواجب تجنب أي شيء يعكر صفو هذه السكينة، بغض النظر عن مدى شدة اللذة المباشرة التي تجلبها.

مذهب اللذة الاجتماعي: «مذهب المنفعة» عند بنتام : من الواضح أن التفكير الأخلاقي قد قطع شوطا بعيدا خلال القرن الذي كان يفصل بين أرستيبوس وبين أبيقور. ولم تتخذ خطوة أخرى يمكن مقارنتها بهذه، خلال تطور مذهب اللذة، إلى أن بدأ جريمي بنتام

Jeremy Bentham

تفكيره في أواخر القرن الثامن عشر. فلقد كان هذا المفكر الإنجليزي، المؤمن بالموقف الطبيعي (Common-Sense)

هو العامل الأكبر على التحول من مذهب اللذة الأنانية إلى مذهب اللذة العامة. وكان يهتم اهتماما كبيرا بالإصلاح الاجتماعي والإصلاحي التشريعي؛ ومن هنا فلم يكن من المستغرب أن يكون تفكيره الأخلاقي اجتماعيا وعمليا إلى حد غير مألوف. وفضلا عن ذلك فقد سعى إلى الجمع بين مذهب اللذة النفسي ومذهب اللذة الأخلاقي، كما يتضح من تلك الفقرة التي اقتبسها الكثيرون، والمأخوذة من كتابه «مبادئ الأخلاق والتشريع»

Legislation : «لقد وضعت الطبيعة الإنسان تحت سيطرة سيدين مطلقين، هما الألم واللذة ... فهما يتحكمان في كل ما نفعل، وكل ما نقول، وكل ما نفكر فيه، ولا يمكن أن يؤدي أي جهد نبذله للتحرر من الخضوع لهما إلا إثبات هذا الخضوع وتأكيده ... ويعترف مبدأ المنفعة بهذا الخضوع، ويفترضه أساسا لهذا المذهب الذي يهدف إلى تكوين نسيج السعادة بأيدي العقل والقانون. أما المذاهب التي تحاول الشك فيه فهي إنما تتعامل مع أصوات لا معان، ومع الهوى لا العقل، ومع الظلام لا النور.»

وينتقل بنتام إلى تعريف مبدئه في المنفعة بأنه «ذلك المبدأ الذي يتوقف فيه استحسان أي فعل أو استهجانه على ما يبدو لهذا الفعل من اتجاه إلى زيادة أو نقص سعادة الطرف الذي يكون الفعل متعلقا بمصلحته». ولقد كان مقتنعا بأن هذا المبدأ هو الوسيلة التي يختار الناس على أساسها، والتي ينبغي أيضا أن يتم على أساسها هذا الاختيار، والأمر الذي كان يسعى إليه هو أن يجعل من هذا المبدأ المعيار المعترف به للأخلاق والتشريع، حتى يخضع المجتمع لحكمه بدلا من أن يخضع لحكم معيار تجريدي معين للواجب، لا صلة له بسعادة الإنسان.

5

ذلك لأنه رأى أن أي مبدأ تجريدي، غير نفعي، إنما هو «أداة من أفضل أدوات الطغيان وأشدها فعالية. فهو يفيد في إقناع الضحايا بأن إطاعتهم للمستبدين بهم ليست ضرورية فحسب، بل هي واجبة بحق».

6

Bog aan la aqoon