Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
116

Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda

الفلسفة أنواعها ومشكلاتها

Noocyada

والمقصود بلفظ «مشترك بين الذوات»، في لغة التجريبية المنطقية، هو الموضوعية؛ أي إن في استطاعة عدة ذوات (أو أشخاص) أن يختبروا العبارة المراد بحثها. وهذا الشرط يبلغ من الأهمية في العلم حدا لا يكاد يحتاج معه إلى تعليق، بل إن من المتفق عليه عادة أن الموضوعية هي لب المعرفة العلمية. فما لم تكن المعطيات والنتائج المستخلصة من هذه المعطيات قابلة للمشاركة، وما لم يكن من الممكن تكرار التجربة بواسطة كل المختصين في الميدان بحيث تأتي بنفس النتائج، لما كان لدينا علم. ومن هنا فإن من الواضح أن أية لغة لا تتيح اتصالا كاملا مشتركا بين الذوات لا يمكن أن تكون لغة علمية لها قيمتها.

أما صفة «العالمية» فالمقصود منها أن يكون من الممكن أن تترجم إليها كل عبارة واقعية (أي كل عبارة قابلة للتحقيق تجريبيا). ويشمل ذلك القضايا العلمية والعبارات الواقعية المنتمية إلى التجربة اليومية، فضلا عن أي تجمع من الاثنين معا. وهنا أيضا ترى التجريبية المنطقية أن اللغة الشيئية في العالم الفيزيائي هي وحدها التي يمكن أن تعد عالمية بحق.

السلوكية المنطقية : من الواضح أنه لا بد من قدر كبير من البراعة من أجل ترجمة جميع مفاهيم علم النفس والعلوم الاجتماعية إلى هذه اللغة الفيزيائية، وبالنسبة إلى شتى أنواع الظواهر الذهنية، نجد أن من حسن حظ التجريبي أن علم النفس السلوكي قد مهد له هذا الطريق من قبل. والسلوكية مدرسة في علم النفس تحاول تخطي الوعي وغيره من الظواهر الذهنية الخالصة عن طريق دراسة سلوك الأشخاص بدلا من تفكيرهم أو شعورهم أو أحلامهم أو تذكرهم. وبعبارة أدق، فإن السلوكية ترى أن الوسيلة الوحيدة التي يصبح بها علم النفس علميا هي أن يقتصر موضوعه على ما يمكن ملاحظته بطريقة مشتركة بين الذوات. وهذا يعني السلوك أو الفعل الظاهر. وضمنه الكلام وغيره من أوجه النشاط التي تستخدم الرموز. ومن ثم فإن السلوكي يدرس موضوعاته البشرية بنفس المنهج الذي يدرس به عالم النفس الحيواني موضوعاته الحيوانية؛ أي بوضعهم في مواقف سلوكية يمكن ملاحظتها، وتسجيل استجاباتهم.

ويرى التجريبي المنطقي (شأنه شأن السلوكي) أن الشيء الوحيد الهام فيما يتعلق بأي موضوع، بشريا كان أم حيوانيا، هو في آخر الأمر سلوكه الفعلي. أما التفكير والشعور وما شاكلهما فلا يكون لهما معنى إلا من حيث إنهما يؤديان إلى فعل من نوع ما. ولما كان هذا الفعل هو كل ما يمكن ملاحظته؛ وبالتالي كل ما يمكن التعامل معه علميا، فلا بد لنا من التخلي عن محاولة سبر غور النفس أو دراسة «الذهن» بوصفه كيانا مستقلا عن الجسم وعن استجاباته.

ويدعو المذهب التجريبي إلى التوسع في هذا المنهج السلوكي بحيث يطبق على كل العلوم المسماة بالعلوم «غير الفيزيائية». وهم يقترحون لهذا الامتداد اسما هو «السلوكية المنطقية

Logical Behaviorism »، ويرون أنه سيكون عاملا هاما في توحيد العلم، بل إن من الصعب أن نرى كيف يمكن تحقيق تكامل بين العلم الفيزيائية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية إلا بالامتداد المتوسع للمنهج السلوكي.

ولا يحاول التجريبي المنطقي أن يعلل نفسه بالأمل في أن هذا التوحيد سيتحقق بسهولة أو في وقت قريب، ولكنه يثق بأنه سيكون من الممكن الإقلال من العدد الكلي للمفاهيم المنفصلة التي تلزم الآن للعلوم المختلفة. ولقد حدث تقدم في هذا الاتجاه، ولا سيما في ميدان تلك العلوم التي يطلق عليها اسم العلوم المشتركة (أو المزدوجة)

Hyphenated Sciences

كالفيزياء النفسية، والكيمياء الحيوية، والفيزياء الحيوية، وعلم النفس الاجتماعي، وما شاكلها. ويرى التجريبي أنه على حين أن العالم يبحث عن المعطيات التي تضفي على هذا التكامل دلالة، فإنه يقوم خلال ذلك بعملية تمهيدية لها أهميتها، هي وضع لعة موحدة ومنطق مشترك يكونان هما الأداة الضرورية لأي علم شامل موحد بالمعنى الصحيح. (4) الميتافيزيقا في مقابل التجريبية: هل هناك حال ممكن؟

إذا لم يكن الطالب شاعرا بشيء من الحيرة بعد انتهائنا من هذه الفصول الثلاثة المتعلقة بمسائل ميتافيزيقية، لكان ذلك شيئا يدعو إلى العجب؛ ذلك لأن العرض الذي قدمناه للخلافات التي تفرق بين الواحديين والثنائيين التعدديين كانت دون شك محيرة بما فيه الكفاية، أما أن يقال للطالب في هذا الفصل إن كل هذه الخلافات، فضلا عن المفاهيم التي تتركز هذه الخلافات حولها، كلها أمور لا معنى لها، فلا شك في أنه أمر يزيد الطين بلة! وربما تمنى الطالب أن نكون قد عرضنا التجريبية المنطقية أولا، ما دام ذلك كان، على الأرجح، كفيلا بأن يجعل الفصول الأخرى الخاصة بالميتافيزيقا غير ضرورية.

Bog aan la aqoon