143

Falak Dair

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

Baare

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Daabacaha

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Goobta Daabacaadda

الفجالة - القاهرة

واستقرائها، وتصفحها واستبرائها، ومشاهدة مزروعها وضياعها ورساتيقها١ وبقاعها ومحاويلها وأعمدتها ونواحيها وأكرتها٢، ليحصل عنده صورها وأشكالها، ويثبت في ذهنه هيئتها وخيالها، ولا يقنع بالأخبار والسماع، والتعويل على ما في المطالعات والرقاع. فليس الخبر كالعيان، ولا التقليد كالبرهان، ومن عول على سماع الأقوال، واكتفى بها عن مشاهدة الأحوال، قصرت بنانه عند المطاولة، وأفحم لسانه عند المجادلة، وكان منقطع المادة، محتاجا لنقصه إلى التمام والزيادة. وليواصل الحركة التي يدرك بها ما بعد من أعماله ونأى، كإدراكه ما قرب إليه ودنا، بحيث يكون كل عامل من عماله، ومتقدم من أكرته ورجاله، لا يأمن هجومه على غرة وقدومه على فترة فتكون عماله كلها آخذة أهبتها لابسة زينتها، منتظرة طلوعه عليها، مرتقبة وصوله إليها، فلا يزال الاجتهاد فيها بين المنار، ظاهر الآثار". هذا المعنى ينظر إلى قول "بنت" المنتشر بن "وهب" الباهلي٣ في قصيدتها المشهورة:

١ الرساتيق: جمع رستاق فارسي معرب والمراد المزرعة. ٢ الأكرة: جمع أكار وهو الحرث. ٣ كان الأصل "أخت المنتشر بن الباهلي". وهي الدعجاء بنت المنتشر بن وهب بن سلمة. قال السيد المرتضى في أماليه: إن هذه القصيدة من المرائي المفضلة المشهورة بالبلاغة والبراعة. وقيل إنها للدعجاء أخت المنتشر والصواب بنته. وكثير من الأدباء ينسب المرثية إلى أعشى باهلة واسمه عامر بن الحارث بن رباح، وهو أخو المنتشر لأمه، ومرثيته في جمهرة أشعار العرب بين المرائي السبع. "خزانة الأدب والكامل للمبرد وجمهرة أشعار العرب والأصمعيات، وتاج العروس ٢/ ٥٦٧".

4 / 157