124

Falak Dair

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

Baare

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Daabacaha

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Goobta Daabacaadda

الفجالة - القاهرة

التي فاز من تدرع بأثوابها، وتعلق بأسبابها، وتحلى بسمطها ووشاحها، وتجلى في لألاء إصباحها، وارتقى أعلى مراتبها، واقتنى أسنى مناقبها، وارتدى بأرديتها، واجتى بأنديتها، وضير من نضا وأنضى ركابها، وعند عن طريقها، والقيام بحقوقها، وباعها بالثمن البخس، ووكس فيها شروكس، ورجع بالجد المنعوس١، والحظ المنحوس، والرأس المنكوس، متلففا في العاجل بثوب الخزى والصغار، متعرضا في الآجل للنكال والبوار، فالحرة لا تأكل بثديها وإن جاعت، ولو اضطرت إلى الدنية لما أطاعت، ورب أكلة هاضت، وزيادة زيد عليها ففاضت، وطالما تئوب، البطنة بصاحبها، ثم يندم على سوء عاقبتها، ومن أكل قليلا نام قريرا، والثرئ من القناعة غني وإن كان فقيرا". فهذا الفصل يشتمل على أمثال عدة٢ مع ما فيه٣ من شرف الصنعة. ومن ذلك ما قلته في توقيع بعض النظار بأعمال السواد: "وليجتهد في تربية المزروعات و.. كرتبة الأولاد، وليحرسها من بوائق العيب والفساد،

١ النعس لين الرأي والجسم وضعفهما وكساد السوق. ٢ تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، أي لا تكون ظئرا وإن آذاها الجوع. وأول من قال ذلك الحارث بن سليل الأسدي، وكان حليفا لعلقمة بن خصفة الطائي، فزاره فنظر إلى ابنته الزباء، وكانت من أجمل أهل دهرها، فأعجب بها، فخطبها، فاستمهله علقمة، واستشار امرأته، فاستثثارت ابنتها، ثم لم تزل بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها الحارث، ورحل بها إلى قومه، وبينما هو يوما جالس بفناء داره وهي إلى جانبه أقبل شباب من بني أسد، فبكت، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: ما لي وللشيوخ الناهضين كالفروخ. فقال لها: ثكلتك أمك، تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها "مجمع الأمثال للميداني ١/ ٨٢". ٣ بالأصل "معمافيه".

4 / 138