Guusha Waydiimaha
فلاح السائل
على زيادة عما ذكرناه في الركوع من الذل لمعبوده فإياه ان يكون قلبه خاليا من أذكار نفسه انه حاضر بين يدي الله جل جلاله وانه جل جلاله على ما هو عليه من العظمة والجلالة التي لا يحيط بها مقال كل ذي مقالة وان هذا العبد على صفة من الضعف والفقر والمسكنة والذنوب التي قد أوقعته في الرذالة فيهوى إلى السجود على أبلغ ما ذكرناه في الركوع من الذل والخضوع والخشوع فإنه ان سجد وقلبه خال من الذكر لهذه الحال وانما يسجد على العادة ومراعاة صورة السجود من غير استحضار لمعاملة موليه بالاقبال عليه وبين يديه فهو كالذي يلعب في سجوده أو كالمعرض أو كالمستهزئ بمالكه ومعبوده وقد عرف أهل العلم ان ذلك الركوع وهذا السجود من أركان الصلوات وانهما متى تركهما العبد في صلوته عامدا أو ناسيا بطلت صلوته بمقتضى الفتوى والروايات وصاحب الشريعة صلوات الله عليه وآله ما بعث إلى العباد بمعاملة وعبودية لغير معبود فإذا خلا خاطرك من المقصود بهذه الذلة والعبودية عند الركوع والسجود فما الفرق بينك وبين أهل الجحود وما الفرق بينك وبين الساهي واللاهي وانما جاء محمد صلوات الله عليه وآله يدعو إلى المعبود قبل العادة فإياك ان تكون ممن خلا قلبه من ذل العبودية له وصار يقوم ويركع ويسجد فارغ القلب منه جل جلاله بحسب العرف والعادة.
أقول وان كنت ممن يقول في سجوده اللهم لك سجدت وبك امنت ولك أسلمت وعليك توكلت وأنت ربى سجد لك سمعي وبصري وشعرى وعصبي ومخي وعظامي وسجد وجهي البالي الفاني للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين.
Bogga 110