وذكر فى خلاصة الحقائق للفارابي ان النبى صلى الله عليه وسلم استقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه عند مرجعه من غزوة فاخذ يده بيده فوجدها خشنة فقال عليه الصلاة والسلام يا سعد ما هذا قال اضرب بالمروة والمسحاة وانفق على عيالى فقبل النبى صلى الله عليه وسلم يده وقال هذه لا تمسها النار انتهى
قلت والفارابي المذكور احد شيوخ الشيخ محى الدين بن عربى نفع به المسلمين ذكره فى الفتوحات واسمه على بن عبدالرحمن وهذا الكتاب المسمى بخلاصة الحقائق له كتاب كبير جمعه من مائة وسبعين كتابا فى طريق القوم وانما كانت مكة ليست بذات زرع مع ما ذكرنا من فضله فلان السر فيه كما ذكر الفاكهى فى تذكرته نقلا عن كشف الاسرار لابن العبادات من وجوه وضع الكعبة بواد غير ذى زرع لئلا يستوطئها الجبابرة ولفضيلة الفقراء ليقال لولا فضلهم لما افقر سكان بيته وحرمه ويستفرغوا لخدمته فلا يشتغلوا بزرع ولا غيره ولا ينافيه وقوع بعض الزراعة فيه كما هو مبسوط فى كتب التفسير والى دفع الايراد كل محقق يشير استخرت الله سبحانه وتعالى الى وضع تاليف وجيز وتصنيف للمهمات حريز جامع لقواعد عزيزه الوجود مانع لكل افة عند رعايتها عن الورود فجاء بحمد الله تعالى بالمقصد وافيا كافلا للمراد كافيا
Bogga 3