Fadak Taariikhda
فدك في التاريخ
Noocyada
محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن الرسالة السماوية قد أعلنت عن نبوة محمد الكبير صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة محمد الصغير في وقت واحد. إن عليا الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وربى الأسلاام معه - فكانا ولديه العزيزين - كان يشعر بإخوته لهذا الأسلام. وقد دفعه هذا الشعور إلى افتداء أخيه بكل شئ حتى أنژ اشترك في حروب الردة التي أعلنها المسلمون يو مذاك (1)، ولم يمنعه تزعم غيره لها عن القيام بالواجب المقدس، لأن أبا بكر إن كان قد ابتزه حقه ونهب تراثه، فالاسلام قد رفعه إلى القمة وعرف له أخوته الصادقة وسجلها بأحرف من نور على صفحات الكتاب الكريم. وصمد الأمام على ترك الثورة ولكن ماذا يفعل ؟ وأي اسلوب يتخذه لموقفه ؟ هل يحتج على الفئة الحاكمة بنصوص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلماته التي أعلنت أن عليا هو القطب المعد لأن يدور عليه الفلك الأسلامي والزعيم الذي قدمته السماء إلى أهل الأرض (2) ؟ ؟ تردد هذا السؤال في نفسه كثيرا ثم وضع له الجواب الذي تعينه ظروف محنته وتلزمه به طبيعة الأوضاع القائمة، فسكت عن النص إلى حين. (مسألة عدم الاحتجاج بالنص) ونحن نتبين من الصورة المشوشة التي عرفناها عن تلك الظروف والأوضاع
---
(1) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 4: 165. (الشهيد) (2) كما هو نص حديث الغدير المتواتر ونصوص اخرى تؤكد أن عليا هو ولي المؤمنين بعد النبي. راجع: التاج الجامع للاصول 3: 335، وأخرجه ابن ماجة في سننه - المقدمة 1: 11، مسند الأمام أحد 4: 281، الصواعق المحرمة: 122، مكتبة القاهرة، ط 2 / 1965.
--- [107]
Bogga 106