238

Waaberiga Damqashada

فجر الضمير

Noocyada

وتنشر المخلوقات الحية

وكلمتك يتولد منها الصدق والعدالة، وعلى ذلك يتكلم الناس الصدق

وكلمتك السماء العلا، والأرض المستورة التي لا يخترق حجبها نظر

ومن يفهم كلمتك؟ ومن يضارعها؟

اشمل بنظرك بيتك! انظر إلى مدينتك! انظر إلى «أور».

3

فنجد في هذه الأنشودة طموحا دينيا في مستوى عال، لا بد أنه كان قد أحدث تأثيرا واسع النطاق في آسيا الغربية. والواقع أن هذه الأنشودة تذكرنا بالمزامير العبرانية، مع أنها ترجع إلى ما قبل ظهور الدين العبراني بزمن بعيد. وعلى أية حال فإن مهمتنا الخاصة هنا لا شأن لها بالدين على وجه عام، بل تتعلق خاصة بالآراء والمبادئ الخلقية. وإذن ما الذي كانت تشتمل عليه الحياة البابلية من المبادئ الخلقية؟ وما الأفكار الخلقية التي تركها لنا البابليون؟

والواقع أن فن النحت عندهم لا يمدنا بأي برهان محسوس على براعتهم في رسم الصور الإنسانية، وهو دليل على قلة اهتمامهم بالتعبير عن أخلاق الإنسان عن طريق الرسم أو بتصوير الملامح البشرية، ذلك بأنهم لم يهتموا بالتفكير في الفروق بين مختلف أنواع الأخلاق كما تبرز لنا عندما نقابل بين حياة الطيبين وحياة الأشرار، والدليل الذي يلفت النظر لتلك الحالة العقلية هو عدم معرفتهم شيئا عن المحاكمة في عالم الآخرة فيما بعد الموت، فكل الناس عندهم، الطيب والخبيث، كان مرجعهم إلى «شول» الذي هو نفس المثوى السفلي المظلم للجميع.

وبالرغم من ذلك فإن شعب بابل قد تقدم في معتقداته فصار يؤمن بأن «شماش» إله الشمس، الذي يمثل عندهم إله العدل - كما كانت الشمس تمثل إله العدل عند المصريين القدماء - كان يبغض السلوك الذي لا ينطوي على المودة. وهذا المذهب قد عبر عنه في أنشودة «لشماش» جاء فيها:

يا شماش، أنت الذي لا يفلت من شباكك شرير

Bog aan la aqoon