ثم يستمر «أمينموبي» في نصائحه حاضا ابنه على التباعد عن الصراحة الخارجة عن الحد، بل إنه يعود كثيرا فيحذره من هذه العادة الخطرة في كل مقاله، فمن ذلك قوله:
إذا سمعت خيرا أو شرا
فاتركه وراءك غير مسموع.
وضع الكلام الحسن على لسانك.
وأما الكلام السيئ فأبقه مخفيا في جوفك.
وبنفس هذه الفكرة التي تجول في ذهن الحكيم نراه ينصح ابنه بألا يسترق السمع في البيوت العظيمة، وأخذ يحثه بهذه المناسبة على مراعاة التواضع في مسلكه إذا كان على مائدة رجل عظيم. وقد قدمت مثل هذه النصيحة وببعض تعبيراتها قبل مقال «أمينموبي» بنحو ثمانية عشر قرنا، وهي تلك الحكم التي ألقاها «بتاح حتب» على ابنه في عهد الأسرة الخامسة، ولأنها حكمة بالغة في السلوك الواجب نحو الرؤساء، ظل المصريون القدماء يحترمونها مدة تنوف على ألفي سنة، فقد وجدت سبيلها إلى الحياة العبرانية، وهي تعد من غير شك أقدم قطعة جاءت في التوراة.
ونجده كذلك يحذر ابنه الشاب من المراءاة والمعاملة ذات الوجهين في كل علاقاته مع العظماء، حيث يقول:
لا تطلقن قلبك من لسانك
فإنك بذلك تحظى بنجاح كل مقاصدك.
وسينجم عن ذلك أنك تكون رجلا ذا وزن أمام الجمهور
Bog aan la aqoon