Waaberiga Damqashada

Salim Hasan d. 1381 AH
197

Waaberiga Damqashada

فجر الضمير

Noocyada

وكان أتباع «إخناتون» في مثل هذه الأحوال يدعون أن يستمر حكمه حتى «تصير البجعة سوداء ويصير الغراب أبيض، وإلى أن تتحرك الجبال وتسير ويجري الماء من أسفل إلى أعلى.»

أما سقوط ذلك الثوري العظيم فيحوطه الغموض التام، وكانت النتيجة المباشرة لسقوطه هي إعادة عبادة «آمون» والآلهة القدامى، فرضها كهنة «آمون» على «توت عنخ آمون»، ذلك الشاب الضعيف زوج ابنة «إخناتون»، ثم أعادوا النظام القديم إلى ما كان عليه. ونجد في بيان «توت عنخ آمون» عن إعادة عبادة الآلهة إيضاحا شائقا للحالة العقلية والدينية لقادة رجال الحكم بعدما اختفى «إخناتون»، وقد أشار الملك الجديد إلى نفسه في هذا البيان بقوله:

إنه الحاكم الطيب الذي قام بأعمال عظيمة لوالد كل الآلهة (يعني «آمون»).

والذي أصلح له كل ما كان مخربا حتى صار آثارا خالدة.

ومحيت من أجله الخطيئة في الأرضين (مصر) وبذلك دامت العدالة (يعني ماعت) ...

وجعل الظلم شيئا تمقته البلاد كما كان الحال في البداية.

ويتضح من ذلك أن سقوط «إخناتون» اعتبر في نظر أعدائه المنتصرين إعادة للنظام الخلقي القديم «العدالة» (يعني ماعت) وإقصاء للظلم. وبعد ذلك أخذ «توت عنخ آمون» يصف الحالة التي ورثها، في فقرة ذكرناها فيما تقدم.

وهكذا لعنت ذكرى ذلك الرجل العظيم صاحب المثل الأعلى، ولم يظهر اسم إخناتون قط في القوائم الملكية العظمى المسجلة فوق الآثار بين أسماء كل ملوك مصر الماضين، وعندما كانت الإشارة إلى اسمه ضرورية في الوثائق الحكومية في عهد الفراعنة الذين أتوا فيما بعد كان يسمى «مجرم أخيتاتون».

وقد كان فرح كهنة «آمون» باسترداد سلطانهم فرحا عظيما، ولدينا أنشودة لآمون من ذلك العصر تصف لنا فوز أتباعه وتنطق بشماتتهم عندما كانوا ينشدونها، حيث جاء فيها:

إنك تصل إلى من يبغي عليك

Bog aan la aqoon