Fajjala Qadiiman Wa Hadiithan
الفجالة قديما وحديثا
Noocyada
وروى المقريزي أنه لما تولى الحاكم بأمر الله - ثالث الخلفاء الفاطميين من سنة 996 إلى سنة 1021م - أمر بهدم اللؤلؤة فهدمت، وأباح أنقاضها فنهبت كلها، ثم قبض على كل من وجد عنده شيء من ذلك.
قال: «ثم جدد الظاهر لإعزاز دين الله ابن الحاكم منظرة اللؤلؤة، وفيها توفي الآمر بأحكام الله والحافظ لدين الله والفائز، وحملوا إلى القصر الكبير الشرقي من السراديب.»
ويؤخذ مما رواه أبو المحاسن بن تغري بردي أن عبيد الآمر بأحكام الله قتلوه على مقربة من حلوان، ثم حملوه في عشارى إلى قصر اللؤلؤة، وكان ذلك في أيام النيل، ففاضت نفسه قبل وصوله إلى اللؤلؤة.
وبعد انقراض الفاطميين أسكن صلاح الدين الأيوبي أباه نجم الدين أيوب قصر اللؤلؤة.
وكان من جملة مناظرهم «منظرة المقس»، وكانت معدة لنزول الخليفة بها عند تجهيز الأسطول.
ومنها «منظرة التاج»، وكانت واقعة في بستان التاج، وكان للفاطميين فيها أوقات عميمة المبرات جليلة الخيرات.
ومنها «منظرة الغزالة»، وكانت بجوار منظرة اللؤلؤة. (9) دار الصناعة في المقس
ولم يكن الفاطميون يقصدون الفجالة للنزهة والرياضة فقط، بل كانوا يأتونها لعرض الأسطول، وخروجه من دار الصناعة التي في المقس، فيحضر رؤساء المراكب بالشواني، وهي مزينة بأنواع العدد والسلاح، ويلعبون فيها بالنيل، ويجرون المناورات.
قال العلامة المقريزي: «وقويت العناية بالأسطول في مصر منذ قدم المعز لدين الله، وأنشأ المراكب الحربية، واقتدى به بنوه، وكان لهم الاهتمام بأمور الجهاد، واعتناء بالأسطول، وواصلوا إنشاء المراكب بمدينة مصر وإسكندرية ودمياط من الشواني الحربية والشلنديات والمسطحات، وتسييرها إلى بلاد الساحل مثل صور وعكا وعسقلان، وكانت جريدة قواد الأسطول في آخر أمرهم تزيد علي خمسة آلاف مدونة، منهم عشرة أعيان يقال لهم القواد.»
وقال ابن أبي طي في تاريخه عند ذكر وفاة المعز لدين الله إنه أنشأ دار الصناعة التي بالمقس، وأنشأ بها ستمائة مركب لم ير مثلها في البحر على ميناء.
Bog aan la aqoon