Fajjala Qadiiman Wa Hadiithan
الفجالة قديما وحديثا
Noocyada
كان لطائفة الروم الكاثوليك بالقاهرة ثلاث كنائس: الأولى في درب الجنينة، وهي أقدم كنائسهم بنيت في أيام محمد علي، والثانية في شارع جزيرة بدران «قصور الشوام» بشبرا، والثالثة في قنطرة الدكة، وتعرف بالكنيسة الرضوانية، ثم نما عدد أبناء الطائفة في الربع الأخير من القرن الماضي، وضاقت بهم الكنائس الثلاث، ففكروا في إنشاء كتدرائية تليق بمقامهم.
وكان حضرة صاحب السعادة الكونت حبيب سكاكيني باشا في مقدمة من فكروا في هذا المشروع، فابتاع سراي المرحوم لينان باشا وحديقتها الكبرى، وضم إليهما أرضا واسعة، وقدم الجميع إلى البطريكخانة بثمن زهيد لبناء الكتدرائية، فقام خلاف بين أعيان الطائفة لعدم ارتياح بعضهم لمركز الفجالة، وعرض هذا الخلاف على سعيد الذكر البطريرك غريغريوس يوسف، فأثبت رأي القائلين بالبناء في الفجالة.
وعقبه على كرسي البطريركية المرحوم البطريرك بطرس الرابع الجريجيري، وحضر إلى القاهرة في سنة 1899، فثبت رأي سلفه المرحوم غريغوريوس؛ لأن الأرض اللازمة للبناء موجودة في الفجالة، وإذا أريد التشييد في جهة أخرى فلا بد من أرض يعوزها المال الكثير.
ووضع غبطته أساس الكتدرائية في حفلة شائقة، وأتم بناء الجدران بالمال الذي اكتتبت به الطائفة، وفي مقدمتها سعادة سكاكيني باشا.
وتوفي البطريرك الجريجيري سنة 1901، وخلفه المرحوم البطريرك كيرلس جحا الثامن، ووصل إلى القاهرة سنة 1902، فأتم التوفيق بين الطرفين على قاعدة الرضاء بالواقع، وأقبل الخيرون على الاكتتاب، واستؤنف التشييد، فتم بناء الكنيسة سنة 1906، فهي أحدث كنائس الفجالة عهدا - ما عدا كنيسة السريان الكاثوليك - وأفسحها بوجه الإجمال. (7-2) كنيسة الأقباط الأرثوذكس
كثر الأقباط الأرثوذكس في الفجالة بعد الاحتلال الإنكليزي، فرأى المرحوم ميخائيل بك جاد أن يبني لهم كنيسة، وتبرع بالأرض اللازمة لذلك، وخاطب في الأمر غبطة الأنبا كيرلس، فشجعه وتوج قائمة الاكتتاب بمبلغ من المال، وتولى ميخائيل بك جاد الجمع والإشراف على العمارة، فأتم بناء الكنيسة وافتتاحها في سبتمبر سنة 1884، وبلغت نفقاتها حوالي ألفي جنيه، وكان البناء قاصرا على الهيكل وصحن الكنيسة والمقصورة الغربية الخاصة بالسيدات.
وتوفي المرحوم ميخائيل بك جاد سنة 1890، فتولى كبير أبنائه حضرة جوني أفندي جاد إتمام الكنيسة، فشيد مقصورة السيدات البحرية، والقسم الأعلى من محل القربان، والجرس، وبلغت نفقات ذلك نحو ألف جنيه.
ومساحة الأرض المشيدة عليها الكنيسة 600متر، وهناك 150 مترا أخرى ملاصقة لها يمكن أن يوسع بها البناء في أي وقت.
وكان أول من سيم قسا لكنيسة الفجالة القمص بطرس سليمان قسيس كنيسة الملاك البحري، ثم خلفه فيها القمص بشاي مقار الذي نقل مؤخرا إلى إحدى كنائس مصر القديمة، وقد عرف الرجلان بمظاهرتهما لرجال الإصلاح القبطي في حركة سنة 1892.
وتمتاز كنيسة الفجالة على بقية كنائس الأقباط في العاصمة باستمرار الوعظ فيها مرتين في الأسبوع؛ ففي يوم الأحد يعظ الشماس فرح أفندي جرجس، أو من ينوب عنه من وعاظ جمعية الإيمان، وفي يوم الأربعاء يعظ الشماس أمين أفندي باسيلي، واعظ جمعية ثمرة التوفيق ، والإقبال على الوعظ عظيم جدا يشترك فيه الرجال والنساء، ويجمع فرح أفندي عظاته في مجلة خاصة اسمها «غذاء النفوس». (7-3) كنيسة الأقباط الكاثوليك
Bog aan la aqoon