Fahminta Fahminta
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Noocyada
الملغزة التي بدونها لا يمكن لمعنى النص أن يبزغ.
ولكن الأمر هنا ينطوي على تناقض:
فكيف يمكن للنص أن يفهم إذا كان الشرط اللازم لفهمه هو أن نكون على فهم أصلا بما يتحدث عنه؟!
والجواب أن فهما جزئيا، بطريقة ما وبعملية دياليكتيكية، يستخدم لفهم المزيد، تماما مثل استخدام قطع من لغز الصور التركيبية لاكتشاف ما هو ناقص منها، ولعل المشكلة الأساسية للتأويل هي كيف يمكن لأفق الشخص أن يتلاءم مع أفق العمل: من جهة لا بد من توافر قدر معين من الفهم المسبق للموضوع وإلا فلن يحدث تواصل على الإطلاق، ومن جهة أخرى ينبغي لهذا الفهم المسبق أن يتغير أو يتعدل في عملية الفهم، ووظيفة التأويل التفسيري في المجال الأدبي يمكن أن ترى، في هذا السياق، على أنها محاولة للارتكاز على الفهم المسبق من أجل فهم النص.
حين ننظر في الاتجاهين الأولين للتأويل (القول والتفسير) نجد تعقد العملية التأويلية والطريقة التي تتأسس بها في الفهم قد بدآ في الظهور، أما التأويل القولي فيذكرنا بالطبيعة الأدائية للقراءة، ولكن حتى الأداء الخاص بقراءة نص أدبي يتطلب أن يكون المؤدي «فاهما» للنص أصلا، وهذا يتضمن التفسير، ولكن هنا أيضا يتأسس التفسير على فهم مسبق، بحيث يتعين على المؤدي قبل أن يظفر بأي تفسير ذي معنى أن يدخل الأفق الخاص بالموضوع والموقف، يتعين عليه في فهمه الخاص أن يمسك بالنص وأن يمسك به النص، إن موقفه في هذا اللقاء، والفهم المسبق للمادة الذي يجب أن يجلبه معه إلى الموقف، أي المشكلة الكلية لدمج أفق فهمه بأفق الفهم الخاص بالنص؛ هذا هو التعقد الدينامي للتأويل، وهذه هي «المشكلة الهرمنيوطيقية»
The Hermeneutical problem .
والنظر في عناصر المشكلة التأويلية الآنفة الذكر لا يعني الارتداد إلى «النزعة السيكولوجية»
كما يمكن للبعض أن يظن؛ لأن المنظور الذي يمكن فيه لتهمة النزعة السيكولوجية (وللموقف المضاد للنزعة السيكولوجية وهو مفترض مسبقا في الاتهام) أن يكون لها أي معنى هو منظور يفترض منذ البداية انفصال الموضوع وعزلته ثم ينظر بازدراء إلى الاستجابة «الذاتية» كما هو الحال في المجال الغائم للمشاعر، غير أن العرض الذي قدمناه هنا لم يتناول المشاعر، بل تناول بنية الفهم وآلياته، والشروط التي في ظلها يمكن للمعنى أن يبزغ في التفاعل المتبادل بين القارئ والنص، وكيف أن كل تحليل يفترض مسبقا تعريفا للموقف مشكلا سلفا، في إطار مثل هذه الاعتبارات تتجلى لنا حقيقة الملاحظة المأثورة عن جورج جورفيتش: أن الموضوع والمنهج لا يمكن فصلهما على الإطلاق، وهي بطبيعة الحال حقيقة لم تألفها الطريقة الواقعية في النظر والتفكير.
5 (3) التأويل بوصفه ترجمة
لا يقل هذا البعد الثالث من معاني لفظة
Bog aan la aqoon