Fahminta Fahminta

Cadil Mustafa d. 1450 AH
124

Fahminta Fahminta

فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر

Noocyada

، فالكلمة الإنجليزية تظل تعني «مسرحية» و«لعبة» في الوقت نفسه، مما يوحي بقرابة وثيقة بين المسرحية واللعبة، فكلاهما مكتف بذاته وكلاهما له قواعده الخاصة، وله دافع إلى التمام، وكلاهما يطوي اللاعبين تحت جناحه ويجعلهم في خدمة روح أكبر من روح أي لاعب واحد.

غير أن الفروق بين المسرحية واللعبة هي على نفس الدرجة من الأهمية، ذلك أن المسرحية لا تحقق معناها إلا بوصفها عرضا، فالمعنى الحقيقي للمسرحية هو مسألة توسط

Mediation

وهي لا توجد بالأساس من أجل اللاعبين بل من أجل المتفرجين، والمسرحية، شأنها شأن اللعبة، هي محكمة الإغلاق مكتفية بذاتها، إلا أنها، بوصفها مسرحية، تقدم نفسها كحدث إلى المتفرج، يقول جادامر: «لقد رأينا أن اللعبة لها وجودها لا في وعي اللاعبين أو في أفعالهم، بل هي على العكس تجذبهم إلى عالمها وتعبئهم بروحها، فاللاعب يحس بأن اللعبة بالنسبة إليه هي واقع غالب مسيطر، بل إن ذلك لينطبق أكثر حين يكون هذا الواقع واقعا «مقصودا»، وهو ما يحدث عندما يظهر اللعب بوصفه «عرضا يقدم للمشاهد».

الغرض من اللعب إذن ليس أن يمنح اللاعبين خبرة اللعب أو أن يأسرهم في «روح اللعبة»، بل الغرض من اللعب هو نقل «الواقع المسيطر» للشيء «المقصود» فيها، ذلك الواقع الذي تم نقله إلى شكل، ما هي طبيعة الحركة الداخلية لهذا الشكل؟ إنه أشبه بصنف معين من اللعبات التي تأسرنا كمتفرجين، وتنقل إلينا الحدث القاهر للعبة، ذلك الشيء الذي تعنيه اللعبة (بنية اللعبة وروحها)، ترى ما هو هذا «الشيء المعني أو المقصود» في حالة العمل الفني؟ إنه «حالة الأشياء وطريقة وجودها»، أي «حقيقة الوجود»

Die SacheSselbst ، فالعمل الفني ليس مجرد موضوع للمتعة، إنه عرض، تم نقله إلى صورة، لحقيقة الوجود بوصفه حدثا، لم يحدث قط أن فهم أحد قصيدة في حقيقتها الجوهرية من خلال معيار الوعي الاستطيقي، وإنما وجه الأمر أن القصيدة، شأنها شأن كل النصوص الأدبية، تخاطبنا بمعناها ومحتواها، إننا لا نبدأ أبدا بالسؤال عن الشكل في القصيدة، ولا الشكل هو ما يجعل القصيدة قصيدة، إننا نسأل: ماذا تقول القصيدة؟ ونخبر المعنى في الشكل ومن خلال الشكل، أو، بتعبير آخر، في حدث لعبة الالتقاء بالشكل، فالشكل حين نقابله هو حدث، ونحن أسرى القصيدة: تأسرنا روح القصيدة وتغلبنا على أمرنا.

في رؤية أوجه التماثل بين العمل الفني واللعب، بل في اتخاذ بنية اللعب كنموذج إرشادي لأي بنية تتمتع باستقلال ذاتي وتنفتح مع ذلك للمشاهد، حقق جادامر العديد من الأهداف الهامة، لقد نظر إلى العمل الفني على أنه شيء دينامي لا شيء سكوني، وتجاوز النظرة الاستطيقية المتمركزة على الذاتية، وكشف قصور مخطط «الذات/الموضوع» حين أشار إلى البنية القائمة في عملية فهم اللعبة، والقائمة - بالمماثلة والامتداد - إلى عملية فهم العمل الفني.

4

من نقاط قوة الحجة التي يقدمها جادامر هنا أنه يتخذ من خبرة الفن نقطة انطلاقه ودليله الذي يؤسس عليه دعاواه، فهو يكشف لنا أن ما يسمى «الوعي الاستطيقي» هو شيء غير مستمد من طبيعة الخبرة الفنية، وإنما هو بناء انعكاسي تأملي قائم على الميتافيزيقا الذاتية، إن خبرة الفن بالتحديد هي التي تثبت لنا أن العمل الفني ليس مجرد موضوع قائم قبالة ذات مكتفية بذاتها، فالوجود الحق للعمل الفني يقوم على حقيقة أن هذا العمل حين يصبح خبرة فإنه يغير صاحب هذه الخبرة ويحوله: العمل الفني ليس عاطلا أو متبطلا، العمل الفني يعمل! و«الذات»

subject

Bog aan la aqoon