[سلطنة الملك السعيد وليّ العهد]
فقام مولانا السلطان بعده بحسن الخلف، وأخفى أمر وفاته / ١٤ أ / حتى كاد (أن) (^١) يخفيها عن نفسه، وأظهر عن الخروج عن عهد الملك السعيد غاية الصّلف. ولمّ شمل العساكر المنصورة، والخزائن المعمورة. وأحضر الجميع إلى الديار المصرية موهما أنّ الملك الظاهر مريضا (^٢) وفي محفّة استصحبها، وأمور كتمانيّة رتّبها، وأخلاق شرسة من ذوي التفقّر بهيبته هذّبها.
ولمّا استقرّ شعار الملك بقلعة الجبل أخذ في تجديد اليمين للملك السعيد فجدّدت، وفي تأكيد أسباب ولاية عهده فأكّدت. وأحلّه منه محلّ الولد، ورعى فيه وصيّة والده ناويا أن لا ينقضها طول الأبد. وهاب مولانا السلطان من في قلبه مرض، وخافه من عرض له بعد وفاة الملك الظاهر غرض.
واستقرّ الملك السعيد سلطانا مطاعا، وملكا مراعى.
[خروج الملك السعيد إلى دمشق لمواجهة التتار]
وأخذت أخبار التتار تقوى، ووارداتها تزداد من ذوي السرّ في المكاتبات والنجوى. وتحقّق أنّ سائرهم إلى البلاد سائر، (مكافأة) (^٣) وحنقا على خفيّة نكاية