2.1
[2.1.1]
قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة قد قلنا في الشرف بما لا يطلع الله فيه منا على الحيف بمبلغ علمنا ومقدار طاقتنا وفيه شفاء وبلاغ لمن كان الله إرادته والحق طلبته ومن تجاوز حده وعدا طوره وظلم خصمه وادعى ما ليس له خدع نفسه وغبن عقله وأسخط ربه ولم يضرر الله بذلك الحق وأهله لأن أعلامه لا تعفو وناره لا تخبو والباطل إلى قل وذل وزوال وانتقال لا سيما وكتابنا هذا قد كشف الغطاء وحسر القناع وأبدى الصريح وقذف الرغوة فمن ادعى حقا فليذكره أو حجة فليدل بها فإنا من وراء دعاويه وحججه بالرد إن ظلم أو الاعتراف إن صدق وما ندعي لأنفسنا مع هذا الاستقصاء لفن من الفنون حتى نحوزه ولا السداد في كل ما نقول حتى لا نزل ولكننا نرجوه بحسن النية والقصد للحق ولم يزل الله يصحبهما العصمة والتوفيق للصواب.
[2.1.2]
ونذكر ما للعرب من العلوم والحكم في الشعر والكلام المسجع المنثور من غير استقصاء لفن من ذلك ولا وقوف من ورائه إذ كان غرضنا في هذا الكتاب التنبيه والدلالة ودفع الخصم عما ينسب إليه العرب من الجفاء والغباوة.
[2.1.3]
والعلوم جنسان أحدهما علم إسلامي نتج من بين الدين واللغة كالفقه والنحو ومعاني الشعر وهذا للعرب خاصة ليس للعجم فيه سبب إلا تعلمه واقتباسه وللعرب سناؤه وفخره والآخر علم متقادم تتشارك فيه الأمم لا أعلم منه فنا إلا وقد جعل الله للعرب فيه حظا ثم تتفرد من ذلك بأشياء لا تشارك فيها.
2.2 الخيل
[2.2.1]
فمما تتفرد به علم الخيل لم نجد لأحد من الأمم اليونانية والفارسية
Bog aan la aqoon