[1.12.12]
ولخراسان ... طيب ... التربة وعذوبة الثمر ... الصنعة وتمام الخلقة وطول القامة وحسن الوجوه وجودة السلاح والدروع والثياب وأهل التجارب على أن ما كان له أصل بخراسان فهو خير من جميع ما في الأرض من ذلك الجنس ... الترك أشد الناس بأسا وأغلظهم أكبادا وأصبرهم على البؤس أنفسا وأقلهم شغبا وخفضا يثخنون فيهم القتل ويأسرونهم وبهم يدفع الله عن المسلمين حربهم وكيدهم وقد جاء في الحديث تاركوا الترك ما تاركوكم. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها ما لا أعلم أنه جاء مثله في شيء من البلاد إلا في الحرمين والأرض المقدسة. حدثني أحمد بن الخليل قال حدثنا محمد بن الخصيب بن حمزة عن سليمان بن بريدة قال حدثني أوس بن عبد الله بن بريدة قال النبي صلى الله عليه وسلم يا بريدة إنه سيبعث بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في أهل بعث المشرق ثم كن في بعث خراسان ثم في بعث أرض يقال لها مرو فإذا أتيتها فانزل مدينتها فإنه بناها ذو القرنين وصلى فيها غزيرة أنهارها تجري بالبركة على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن اهلها السوء إلى يوم القيامة فقدمها بريدة فمات فيها رحمه الله.
[1.12.13]
وجهد الطاعن على اهل خراسان أن يدعي عليهم البخل ودقة النظر ويشنع بمثل قول ابن ثمامة إن الديك في كل بلد لافظة إلا بمرو فإنها تستلب من الدجاج ما في مناقيرها من الحب وهذا كذب بين ظاهر للعيان لا يقدم على مثله إلا الوقاح البهات الذي لا يتوقى الفضوح والعار وما ديكة مرو إلا كالديوك في جميع الأرض ولا أهل خراسان في البخل إلا كسائر الناس لأن البخل خلة من خلال الشر وأهل خلال الشر أضعاف أهل ... الأذى ليس فيهم من ... ومن الحكماء والشجعان ... سخفاء جبناء بخلاء ومقاربو ... على هذا أسست الدنيا وبه جرى تقدير اللطيف الخبير.
[1.12.14]
وقد يرى أهل خراسان عند أهل العراق في هذا الباب ممن يرون من الحاج وأكثر الحاج في كل سنة أهل الرساتيق وأهل القرى والأوباش والأغلب على هذه الطبقة دقة النظر وسوء الأدب ولأهل خراسان أجواد مبرزون لا يجارون ولا يبلغ شأوهم فمنهم البرامكة ولا نعلم أن أحدا قرب من السلطان قربهم فأعطى عطاءهم وصنع صنيعهم واعتقد بيوت الأموال حرا كان أم عبدا منا عليهم ومن المشهور عنهم أنه لم يكن لخالد بن برمك أخ إلا بنى له دارا على قدر كفايته ثم وقف على أولاده ما يعيشهم أبدا ولم يكن لأحد من إخوانه ولد إلا من جارية هو وهبها له ومنهم القحاطبة ... هو خير في قران ... ألف ألف دينار ... لا عن أن يوهب ... وممن ... نفسه بما ملك عبد الله بن مبارك كان يفرق ماله على إخوانه ويؤثرهم بأرباحه ويلبس ثوبا بثلث دينار ويعطي صاحب الحمام أحيانا دينارا والحاجم دينارا.
1.1.13
[1.13.1]
وأما الأمة التي بسق أولها وعفا آخرها فأهل فارس كانوا في سالف الدهر أعظم الأمم ملكا وأكثرهم أموالا وأشدهم شوكة وكانت الملوك في جميع الأطراف والأقاليم تعترف بذلك ... أن يهادنهم وكانت العرب تدعوهم الأحرار وبني الأحرار لأنهم كانوا يسبون ويستخدمون ولا يسبون ولا يستخدمون ثم أتى الله بالإسلام فكانوا كنار خمدت وكرماد اشتدت به الريح فتبدد جمعهم ونخبت قلوبهم ومزقوا كل ممزق فلم يبق منهم في الإسلام بقية تذكر ولا شريف يشهر إلا أن يكون ابن المقفع والفضل بن سهل وأخاه الحسن ...
[1.13.2]
Bog aan la aqoon