Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Noocyada
وقتل الزبير بن العوام القرشي الأسدي، حواري النبي (صلى الله عليه وآله) وابن عمته صفية، وهو أول من سل السيف في سبيل الله الذي قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قاتله في بعض الأخبار:
«بشروا قاتل ابن صفية بالنار»، قتله ابن جرموز بواد السباع بقرب البصرة، منصرفا تاركا للقتال طالبا للسلامة من الفتن، قتله وأخذ سيفه، ثم جاء إلى علي (عليه السلام) ليبشره، فبشره علي بالنار من قول النبي المختار، فقال الشقي: يا ويلنا إن قاتلناكم، ويا ويلنا إن قاتلنا معكم! ولما رأى علي (عليه السلام) سيف الزبير، قال: «طالما فرج به الكرب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)» (1).
819 قال القرطبي رضى الله عنه: لما سمع بقتل عثمان يعلى بن أمية التميمي الحنظلي أبو صفوان، وقيل: يقال: أبو خالد، أقبل لينصره، فسقط عن بعيره في الطريق فانكسرت فخذه، فقدم مكة، فخرج إلى المسجد وهو كسير على سرير، واستشرف إليه الناس واجتمعوا، فقال: من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه، فأعان الزبير بأربعمائة آلاف، وحمل سبعين رجلا من قريش، وحمل عائشة على جمل أذب، ويقال: أرب، لكثرة وبره، اشتراه بمائتي دينار (2).
820 وذكر الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه، عن قيس بن حازم رضى الله عنه: أن عائشة لما أتت الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لنا: «أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟» فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس (3).
821 وعن عكرمة، عن ابن عباس رضى الله عنه: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «أيتكن صاحبة الجمل الأديب، يقتل حولها قتلى كثيرة، وتنجوا بعد ما كادت؟» قال القرطبي: هذا حديث ثابت صحيح، والعجب من القاضي الإمام أبي بكر بن العربي كيف أنكر هذا الحديث في كتبه، وذكر أنه لا يوجد أصلا! وأظهر العلماء المحدثين بإنكاره غباوة وجهلا، انتهى كلامه (4).
Bogga 284