جوابا عمن طعن في الشافعي بكثرة امتداحه أمير المؤمنين عليا، وردا على من قدح فيه بشدة ميله وحبه حبيب النبي واتخاذه وليا:
وأما مدح أمير المؤمنين علي وحبه والميل إليه فذلك لا يوجب القدح، بل يوجب أعظم أنواع المدح، مضى كلامه.
فانظروا إخواني إلى هذا الزمان الغشوم، واعتبروا أعواني بما استكن في أكنة صدر كل فتان مشوم، كيف احتجت في بيان فضيلة من فضائل هذا السيد الفاضل إلى تمهيد هذه المقدمات والمعاذير، وكيف ارتجت في أفنان جميلة (1) من شمائل أمثل الأماثل لتعويذ العباد يد المحاذير، وهذه نفثة مصدود صدرت لصدور أقرت، وشقشقة معذور (2) هدرت ثم استقرت،
والغرض أني تصديت إجابة الالتماس، وتحريت في ذلك إصابة الاقتباس، رجاء إنالة عطاء بقربه النبي فاه، ومن أعطي ذلك فقد كفاه، وانتجاء إقالة خطأ جنت به عيناه أو شفتاه أو رجلاه أو كفاه، حسب ما روي معنعنا بإسناده الشيخ الإمام المحدث المتقن، المصيب في اعتقاده سعد الدين أبو حامد محمود بن محمد الصالحاني، عن الإمام جعفر ابن محمد بن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام حسين الشهيد بكربلاء ابن الأمير الإمام والكبير التمام علي المرتضى عليه وعليهم من التحية والرضوان أولى وأرضى، عن أبيه، عن جده: عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر» ثم قال:
«النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة» (3).
Bogga 31