أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن علي، المعروف بابن السمسار، قال: أخبرنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، قال: أخبرني أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عائذ، عن الوليد، قال: أخبرني شيخ من آل شداد بن أوس الأنصاري سمع أباه يحدث عن جده شداد: أنهم لما فرغوا من قتال اليرموك سار جماعة من المسلمين إلى ناحية فلسطين والأردن، وأنه كان فيمن سار، قال: فحاصرنا مدينة بيت المقدس فتعذر علينا فتحها، حتى قدم علينا عمر بن الخطاب في أربعة آلاف راكب، فنزل على [جبل] بيت المقدس الشرقي -يعني: طور زيتا- ونحن على حصارها محيطون بها، وانحدر علينا من أصحاب عمر قوم يقاتلون بنشاط، وأحدث لنا مجيئهم وقدوم عمر جدا ونشاطا، رجونا الفتح، فقاتلناهم مليا، إذ أشرف علينا منهم مشرف فسأل الأمان حتى يكلمنا، ففعلنا، فقال: ما هذا العسكر الذي نزل [بها]؟ فقلنا: هذا عمر أمير المؤمنين. فأرسل إلينا عمر يأمرنا بالكف عن القتال، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني أفتحها بلا قتال. إذ أشرف علينا رسول بطريقها، فسأل الأمان لرسوله؛ ليبلغ رسالته إلى عمر، ففعلنا، فأتاه بالترحيب، وقال: إنا سنعطي بحضورك ما لم نكن نعطيه لأحد دونك، وسأله أن يقبل منه الصلح والجزية، ويعطيه الأمان على دمائهم وأموالهم وكنائسهم، فأنعم له عمر، فسأل الرسول الأمان لصاحبه؛ لتولي مصالحته ومكاتبته، فأنعم له، فخرج وخرج إليه بطريقها في جماعة فصالحهم، وأشهدنا على ذلك.
Bogga 54