Fadliga Baytul Maqdis
فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي
Noocyada
أخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب بن محمد، بقراءتي عليه على باب الصخرة، قال: ثنا أبو الحسن علي بن الحسين الأنطاكي، قاضي أذنة، قال: ثنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، إمام جامع أنطاكية بها، قال: ثنا مالك ابن سليمان، قال: ثنا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليدخلن الجنة رجل من أمتي يمشي على رجليه وهو حي)). فقدمت رفقة بيت المقدس يصلون فيه في خلافة عمر رضي الله عنه، فانطلق رجل من بني تميم، يقال له: شريك، يعني: ابن حباشة، فسقى أصحابه، فوقع دلوه في الجب فنزل ليأخذ دلوه، فإذا بابا في الجب يفتح في جنان، فدخل في الباب إلى الجنان يمشي فيها، وأخذ ورقة من شجرها فجعلها خلف أذنه، ثم خرج إلى الجب فارتقى، فأتى صاحب بيت المقدس فأخبره بالذي رأى من الجنان ودخوله فيها، فأرسل معه إلى الجب، فنزل الجب ونزل معه ناس، فلم يجدوا بابا، ولم يصلوا إلى جنان، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب عمر يصدق حديثه في دخول رجل من هذه الأمة الجنة يمشي على قدميه وهو حي، وكتب عمر: أن انظروا الورقة، فإن هي يبست وتغيرت فليس هي من شجر الجنة؛ فإن الجنة لا يتغير شيء منها.
وذكر في حديثه: أن الورقة لم تتغير.
أخبرنا أبو مسلم، قال: أبنا عمر، قال: أبنا أبي، قال: ثنا الوليد، قال: ثنا محمد بن النعمان، (ثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال): ثنا الوليد ابن مسلم، قال: حدثني أبو بكر بن أبي مريم، قال: أخبرني عطية بن قيس: أن شريك بن حباشة النميري أتى جبا في بيت المقدس يستسقي لأصحابه، إذ خر منه الدلو فنزل في طلبه، إذ تبدى له شخص فقال: انطلق معي، فأخذ بيده في الجب، ثم أدخله الجنة، فأخذ شريك ورقات، ثم رده إلى موضعه، فخرج فأتى أصحابه فأخبرهم، فرفع أمره إلى عمر رضوان الله عليه، فقال كعب: إن رجلا من هذه [الأمة] سيدخل الجنة، وهو حي بينكم. قال: انظروا إلى الورقات، فإن تغيرت فليس من الجنة، وإن لم تتغير فهي من ورق الجنة.
قال عطية: فلم تكن الورقات يتغيرن.
Bogga 175