كتاب فضائل شهر رجب
للشيخ الصدوق رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه يعد من أصول الحديث للإمامية أعلى الله كلمتهم
Bogga 15
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
1 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أحمد بن محمد الكوفي الهمداني مولى بني هاشم قال: حدثنا علي بن الحسن ابن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: من صام أول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عز وجل وجهت له الجنة ومن صام يوما في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر ومن صام في آخره جعله الله من ملوك الجنة وشفعه في أبيه وأمه وابنه وابنته وأخيه وعمه وعمته وخاله وخالته ومعارفه وجرانه وإن كان فيهم مستوجب للنار (1):
2 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن خالد البلخي قال: حدثنا عمر ابن محمد بن درستويه الفارسي قال: حدثنا حماد بن أبي سليمان عن أنس ابن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: من صام يوما من رجب ايمانا واحتسابا جعل الله تبارك وتعالى بينه وبين النار سبعين
Bogga 17
خندقا عرض كل خندق ما بين السماء إلى الأرض (1).
3 - حدثنا محمد بن أحمد السناني قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه (2) قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في رجب وقد بقيت أيام فلما نظر إلى قال لي يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئا قلت لا والله يا بن رسول الله (ص) قال لي: لقد فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه إلا الله عز وجل إن هذا الشهر قد فضله الله (3) وعظم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته قال: قلت له يا بن رسول الله فان صمت مما بقي شيئا هل أنال فوزا ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال يا سالم: من صام يوما من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانا له من شدة سكرات الموت وأمانا له من هول المطلع وعذاب القبر ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطى
Bogga 18
براءة من النار (1):
4 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثنا جابر بن سلمة قال:
حدثنا حسن بن حسين عن عامر السراج عن سلام الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: من صام من رجب يوما واحدا من أوله أو وسطه أو آخره أوجب الله له الجنة وجعله معنا في درجاتنا (درجتنا (2)) يوم القيامة ومن صام يومين من رجب قيل له: استأنف فقد غفر لك ما مضى ومن صام ثلاثة أيام من رجب قيل له: غفر لك ما مضى وما بقي فاشفع لمن شئت من مذنبي إخوانك وأهل معرفتك (مغفرتك) ومن صام سبعة أيام من رجب أغلق عنه أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت له أبواب الجنان الثمانية فيدخلها من أيها شاء (3).
Bogga 19
5 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثني جابر بن سلمة قال: حدثني الحسين بن الحسن عن عامر السراج عن سلام النخعي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام: من صام سبعة أيام من رجب أجازه الله على الصراط وأجازه - أجاره - (1) من النار وأوجب له غرفات الجنان (2).
6 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: لا تدع صيام يوم (3) سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله وثوابه مثل ستين شهرا لكم (4):
7 - حدثنا أبي قال: حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني أحمد بن
Bogga 20
الحسين بن (عن) (1) الصقر عن أبي الطاهر محمد بن حمزة بن اليسع عن الحسن بن بكار الصيقل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: بعث الله محمدا لثلاث ليال مضين من رجب فصوم ذلك اليوم كصوم سبعين عاما قال سعد بن عبد الله: كان مشايخنا يقولون: ان ذلك غلط من الكاتب وذلك أنه ثلاث ليال بقين من رجب (2).
8 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن عبد العزيز المهتدي (3) عن سيف بن المبارك عن أبي الحسن عليه السلام قال: ان نوحا عليه السلام ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم وقال: من صام ذلك (4) تباعدت عنه النار مسيرة سنة ومن صام سبعة أيام أغلقت عنه أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية
Bogga 21
أيام فتحت له الجنان الثمانية ومن صام خمسة عشر يوما أعطى مسألته (1) ومن زاد زاده الله (2).
9 - وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا (3) محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن (4) محمد بن عيسى قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن كثير النوا عن أبي عبد الله عليه السلام إن نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم وقال: من صام ذلك اليوم تباعدت عنه
Bogga 22
النار مسيرة سنة (1).
10 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن عبد العزيز المهتدي (2) عن سيف المبارك عن أبيه عن أبي (3) الحسن عليه السلام قال: رجب نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر (4).
11 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ومن صام يوما من رجب تباعدت عنه النار مسيرة سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة (5).
Bogga 23
12 - حدثنا محمد بن إسحاق بن أحمد الليثي قال: حدثنا محمد بن الحسين الأزدي قال: حدثنا أبو الحسن (1) علي بن محمد بن علي المقرئ قال:
حدثنا الحسن بن المروزي عن أبيه عن يحيى بن عباس قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا ان رجب شهر الله الأصم وهو شهر عظيم وإنما سمى الأصم (2) لأنه لا يقارنه شهر من الشهور عند الله عز وجل حرمة وفضلا وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليتها فلما جاء الاسلام لم يزدد (3) إلا تعظيما وفضلا الا وان رجب (شهر الله) وشعبان شهري وشهر رمضان شهر أمتي ألا ومن صام من رجب يوما ايمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر وأطفى صومه في ذلك اليوم غضب الله عز وجل وأغلق عنه بابا من أبواب النار ولو أعطى ملاء الأرض ذهبا ما كان بأفضل من صومه ولا يستكمل أجره بشئ من الدنيا دون الحسنات إذا أخلصه لله عز وجل وله إذا أمسى دعوات (4) مستجابات ان دعى شيئا في عاجل الدنيا أعطاه الله وإلا ادخر له من الخير أفضل ما دعى به داع من أوليائه وأحبائه وأصفيائه ومن صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من
Bogga 24
أهل السماوات (1) والأرض ماله عند الله من الثواب والكرامة وكتب له من الأجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت ويشفع يوم القيامة في مثل (2) ما يشفعون فيه ويحشرهم في زمرتهم حتى يدخل الجنة ويكون من رفقائهم ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين النار خندقا أو حجابا طوله مسيرة سبعين عاما ويقول الله عز وجل له عند إفطاره: لقد وجب حقك علي ووجبت لك محبتي وولايتي أشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلها من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجال واجبر من عذاب القبر وكتب له أجور أولى الألباب والتوابين الأوابين وأعطي كتابه يمينه (3) في أوائل العابدين ومن صام من رجب خمسة أيام كان حقا على الله عز وجل أن يرضيه يوم القيامة وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر وكتب له عدد رمل عالج حسنات وأدخل الجنة بغير حساب ويقال له تمن على ربك ما شئت ومن صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ولو جهة نور يتلألأ أشد بياضا من نور الشمس وأعطى سوى ذلك نورا يستضئ به أهل يوم الجمع القيامة (4) وبعث من الآمنين (5) حتى يمر على الصراط بغير حساب
Bogga 25
ويعافي عقوق الوالدين وقطيعة الرحم ومن صام من رجب سبعة أيام فان لجهنم سبعة أبواب يغلق الله لصوم كل يوم بابا من أبوابها وحرم الله جسده على النار:
ومن صام من رجب ثمانية أيام فان للجنة ثمانية أبواب يفتح له بصوم كل يوم بابا من أبوابها ويقال له: أدخل من أي أبواب الجنان شئت ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله ولا يصرف وجهه دون الجنة وخرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ لأهل الجمع حتى يقولوا هذا (1) نبي مصطفى وان أدنى ما يعطى أن يدخل الجنة بغير حساب ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله عز وجل له جناحين أخضرين منضومين بالدر والياقوت يطير بهما على الصراط كالبرق الخاطف إلى الجنان وأبدل الله سيئاته حسنات وكتب من المقربين القوامين لله بالقسط وكأنه عبد الله عز وجل الف عام قائما صابرا محتسبا.
ومن صام أحد عشر يوما من رجب لم يواف يوم القيامة عند ربه أفضل ثوابا منه الا من صام مثله أو زاد عليه ومن صام من رجب اثنا (2) عشر يوما كسى يوم القيامة حلتين خضراوين من سندس وإستبرق يجير (3) بهما لو دليت حلة منهما إلى الأرض لأضاء ما بين شرقها وغربها وصارت الدنيا أطيب من ريح المسك ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوما وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظل العرش قوائمها من در (4)
Bogga 26
أوسع من الدنيا سبعين مرة عليها صحاف الدر والياقوت في كل صفحة (1) سبعون الف لون من الطعام لا يشبه اللون اللون ولا الريح الريح فيأكل منها والناس في شدة شديدة وكرب (2) عظيمة:
ومن صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله (3) من الثواب مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصور الجنان التي بنيت بالدر والياقوت ومن صام خمسة عشر يوما وقف يوم القيامة موقف الآمنين فلا يمر به ملك ولا رسول ولا نبي إلا قال: طوبي لك أنت آمن مشرف مقرب (4) مغبوط محبور ساكن الجنان.
ومن صام من رجب ستة عشر يوما كان في أوائل من يركب على دواب من نور يطير بهم في عرصة الجنان إلى دار الرحمن.
ومن صام (5) سبعة عشر يوما وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون الف مصباح من نور حتى يمر على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان يشيعه (6) الملائكة بالترحيب والتسليم.
ومن صام من رجب ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبة (7) في
Bogga 27
جنة الخلد على سرر الدر والياقوت.
ومن صام من رجب تسعة عشر يوما بنى الله له قصرا من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم (1) في جنة عدن فيسلم عليهما ويسلمان عليه تكرمة وإيمانا بحقه وكتب له بكل يوم يصوم منها كصيام الف عام:
ومن صام من رجب عشرين يوما فكأنما عبد الله عز وجل عشرين الف عام ومن صام من رجب إحدى (2) وعشرين يوما شفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب.
ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوما نادى مناد من السماء ابشر يا ولي الله من الله بالكرامة العظيمة ومرافقة الذين أنعم الله عليهم من من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ومن صام من رجب ثلاثة (3) وعشرين يوما نودي من السماء طوبى لك يا عبد الله نصبت قليلا ونعمت طويلا طوبى لك إذا كشف الغطاء عنك وأفضيت إلى جسيم ثواب ربك الكريم وجاورت الخليل في دار السلام.
ومن صام من رجب أربعة وعشرين يوما إذا نزل به ملك الموت يرى له في صورة شاب عليه حلة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسك بالمسك الأذفر وبيده قدح من ذهب مملوء من شراب الجنان فسقاه إياه عند خروج نفسه فهون عليه سكرات الموت ثم يأخذ روحه في تلك الحريرة فيفوح منها رايحة يستنشقها أهل سبع
Bogga 28
سماوات فيظل في قبره ريان ويبعث من قبره ريان حتى يرد حوض النبي صلى الله عليه وآله.
ومن صام من رجب خمسة عشرين يوما فإنه إذا أخرج من قبره يلقاه سبعون الف ملك بيد كل منهم لواء من در وياقوت ومعهم طرائف الحلي والحلل فيقولون يا ولي الله التجأت إلى ربك فهو من أول الناس دخولا في جنات عدن مع المقربين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وذلك الفوز العظيم.
ومن صام من رجب ستة وعشرين يوما بنى الله له في ظل العرش مأة قصر من در وياقوت على رأس كل قصر خيمة حرير من حرير الجنان يسكنها ناعما والناس في الحساب.
ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوما وسع الله عليه القبر مسيرة أربعمائة الف عام وملاء (1) جميع ذلك مسكا وعنبرا.
ومن صام من رجب ثمانية وعشرين يوما جعل الله عز وجل بينه وبين النار سبع خنادق كل خندق ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام:
ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوما غفر الله له ولو كان عشارا ولو كانت امرأة فاجرة فجرت سبعين مرة بعدما أرادت به وجه الله تعالى والخلاص من جهنم يعفر الله لها:
ومن صام من رجب ثلاثين يوما نادى مناد من السماء يا عبد الله أماما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي وأعطاه الله في الجنان كلها في كل جنة أربعين مدينة وفي كل أربعون (2) الف الف قصر في
Bogga 29
كل قصر أربعون الف الف بيت في كل بيت أربعون الف الف مائدة من ذهب على كل مائدة أربعون الف الف قصعة في كل قصعة أربعون الف الف لون من الطعام والشراب لكل طعام وشراب من ذلك لون على حدة في كل بيت أربعون الف سرير من ذهب طول كل سرير الف ذراع في ألفي ذراع (1) على كل سرير جارية من الحور عليها ثلاثمائة الف ذؤابة من نور يحمل كل ذؤابة منها الف الف الف (2) وصيفة يغلقها (3) بالمسك والعنبر إلى أن يوافيها صائم رجب هذا لمن صام شهر رجب كله (4)، قيل يا نبي الله فمن عجز عن صيام رجب لضعف أو لعله كانت به أو امرأة غير طاهرة يصنع ماذا؟ لينال ما وصفت قال: يتصدق في كل يوم برغيف على المساكين والذي نفسي بيده إنه إذا تصدق بهذه الصدقة فينال ما وصفت وأكثر، انه لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدروا قدر ثوابه من أهل السماوات والأرضين ما بلغوا عشر ما يصيب في الجنان من
Bogga 30
الفضائل والدرجات قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ماذا؟ لينال ما وصفت قال: فيسبح الله عز جل كل يوم من رجب إلى تمام ثلاثين يوما بهذا التسبيح مأة مرة: سبحان الاله الجليل سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الأعز الأكرم سبحان من لبس العز وهو له أهل:
13 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه قال: حدثنا الحسين بن إشكيب عن محمد بن علي الكوفي عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن أبي رمحة الحضرمي قال: سمعت جعفر بن محمد بن علي عليه السلام يقول:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم أناس يضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكللة بالدر والياقوت مع كل واحد منهم الف ملك عن يمينه وألف ملك عن يساره يقولون هنيئا لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: عبادي وإمائي وعزتي وجلالي لأكرمن مثواكم ولأجزلن عطاءكم (عطاياكم) ولأوتينكم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين أنكم تطوعتم بالصوم لي في شهر عظمت حرمته وأوجبت حقه ملائكتي أدخلوا عبادي وإمائي الجنة ثم قال جعفر بن محمد عليه السلام: هذا لمن صام من رجب شيئا ولو يوما واحدا في (من) أوله أو وسطه أو آخره (1).
Bogga 31
حديث أم داود وعملها
14 - حدثني جماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا أبو الحسين عبيد الله ابن محمد بن جعفر القصباني البغدادي قال: حدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن هلال وكان أهل مصر يسمونه شيطان الطاق لايمانه رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن مجرى (1) البلوي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الفضل بن العلاء المدني قال حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين.
وجماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن جعفر القصاني (2) قال: حدثنا أبو محمد الحسين بن وسيف العدل قال:
حدثنا علي بن يعقوب قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن محفوظ بن المبارك الأنصاري البلوي قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء المدني قال:
حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين.
وحدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو غانم إسماعيل بن عبد الرحمن الحارثي بمكة قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العلوي قال حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء.
وحدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسن بن علي ابن أبي طالب عليه السلام قالوا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين الدينوري قال: حدثنا يعقوب بن نعيم بن وقارة (3) قال: حدثنا جعفر بن أحمد
Bogga 32
ابن عبد الجبار السبيعي بالمدينة عن أبيه عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء قال: حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه قال: حدثنا أبو عيسى عبيد الله ابن الفضل بن محمد بن الهلال الطائي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العلوي قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء قال: حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم قالت: لما قتل أبو الدوانيق عبد الله بن الحسن ابن الحسين بعد قتل ابنيه محمد وإبراهيم:
وحدثنا الشريف محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حمزة بن الحسين بن سعيد المديني قال:
حدثني أبي قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي قال حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء قال: حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين قالت لما قتل أبو الدوانيق عبد الله بن الحسن بن الحسين بعد قتل ابنيه محمد وإبراهيم حمل ابني داود بن الحسين من المدينة مكبلا بالحديد مع بني عمه الحسنين (1) إلى العراق فغاب عني حينا وكان هناك مسجونا فانقطع (2) خبره وأعمي أثره وكنت أدعو الله وأتضرع إليه وأسأله خلاصه وأستعين بإخواني من الزهاد والعباد وأهل الجد والاجتهاد وأسألهم أن يدعوا الله لي أن يجمع بيني وبين ولدي قبل موتي فكانوا يفعلون ولا يقصرون في ذلك وكان يصل إلى (3) انه قد قتل ويقول قوم
Bogga 33
لا، قد بني عليه أسطوانة مع بني عمه فتعظم مصيبتي واشتد حزني ولا أرى لدعائي إجابة ولا لمسألتي نجحا فضاق بذلك ذري وكبر سني (1) ورق عظمي وصرت إلى حد الياس من ولدي لضعفي وانقضاء عمري قالت:
ثم إني دخلت على بي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وكان عليلا فلما سألته عن حاله ودعوت له وهممت الانصراف قال لي: يا أم داود - ما الذي بلغك عن داود؟ - (2) وكنت قد أرضعت جعفر بن محمد بلبنه - فلما ذكره لي بكيت وقلت: جعلت فداك أين داود؟ داود محتبس في العراق وقد انقطع عني خبره ويئست من الاجتماع معه وأني لشديدة الشوق إليه والتلهف عليه وأنا أسألك الدعاء له فإنه أخوك من الرضاعة قالت: فقال لي أبو عبد الله: يا أم داود فأين أنت عن دعاء الاستفتاح والإجابة والنجاح؟
وهو الدعاء الذي يفتح الله عز وجل له أبواب السماء وتتلقى الملائكة وتبشر بالإجابة وهو الدعاء المستجاب الذي لا يحجب عن الله عز وجل ولا لصاحبه عند الله تبارك وتعالى ثواب دون الجنة قالت: قلت: وكيف لي يا بن الأطهار الصادقين؟ قال يا أم داود: فقد دنى هذا الشهر الحرام - يريد عليه السلام شهر رجب - وهو شهر مبارك عظيم الحرمة مسموع الدعاء فيه فصومي منه ثلاثة أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهي الأيام البيض ثم اغتسلي في يوم النصف منه عند زوال الشمس وصلي الزوال ثمان ركعات ترسلين فيهن وتحسنين ركوعهن وسجودهن وقنوتهن تقرأ في الركعة
Bogga 34
الأولى بفاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد وفي الست البواقي من السور القصار ما أحببت ثم تصلين الظهر ثم تركعين بعد الظهر ثمان ركعات تحسنين ركوعهن وسجودهن وقنوتهن ولتكن صلاتك في أطهر أثوابك في بيت نظيف على حصير نظيف واستعملي الطيب فإنه تحبه الملائكة واجتهدي ان لا يدخل عليك أحد يكلمك أو يشغلك - الباقي ذكر في كتاب عمل السنة (1) ما كتبت هاهنا من أراد أن يكتب فليكتب من عمل السنة - فإذا فرغت من الدعاء فاسجدي على الأرض وعفري خديك على الأرض وقولي: (لك سجدت وبك آمنت فارحم ذلي وفاقتي وكبوتي لوجهي) وأجهدي أن تسيح عيناك ولو مقدار رأس الذباب دموعا فإنه آية إجابة هذا الدعاء حرقة القلب وانسكاب العبرة فاحفظي ما علمتك ثم احذري أن يخرج عن يديك إلى يد غيرك ممن يدعو به لغير حق فإنه دعاء شريف وفيه اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وأعطى ولو أن السماوات والأرض كانتا رتقا والبحار بأجمعها من دونها وكان ذلك كله بينك وبين (2) حاجتك يسهل (3) الله عز وجل الوصول إلى ما تريدين وأعطاك طلبتك وقضى لك حاجتك وبلغك آمالك ولكل من دعا بهذا الدعاء الإجابة من الله تعالى ذكرا كان أو أنثى ولو أن الجن والإنس أعداء لولدك لكفاك الله مؤنتهم وأخرس
Bogga 35