Fadeexadaha Batiniyiinta

Al-Ghazali d. 505 AH
38

Fadeexadaha Batiniyiinta

فضائح الباطنية

Baare

عبد الرحمن بدوي

Daabacaha

مؤسسة دار الكتب الثقافية

Goobta Daabacaadda

الكويت

مَذْهَبهم فَإِن النَّقْل عَنْهُم مُخْتَلف وَأكْثر مَا حُكيَ عَنْهُم إِذا عرض عَلَيْهِم انكروه وَإِذا رُوجِعَ فِيهِ الَّذين اسْتَجَابُوا لدعوتهم جحدوه وَالَّذِي قدمْنَاهُ فِي جملَة مَذْهَبهم يَقْتَضِي لَا محَالة ان يكون النَّقْل عَنْهُم مُخْتَلفا مضطربا فانهم لَا يخاطبون الْخلق بمسلك وَاحِد بل غرضهم الاستتباع والاحتيال فَلذَلِك تخْتَلف كلمتهم ويتفاوت نقل الْمَذْهَب عَنْهُم فان مَا حُكيَ عَنْهُم فِي الْخلْع والسلخ لَا يظهرونه إِلَّا مَعَ من بلغ الْغَايَة القصوى بل رُبمَا يخاطبون بِالْخلْعِ من يُنكرُونَ مَعَه السلخ فلنرجع إِلَى بَيَان أَطْرَاف الْمَذْهَب الطّرف الاول فِي معتقدهم فِي الالهيات وَقد اتّفقت أقاويل نَقله المقالات من غير تردد انهم قَائِلُونَ بإلهين قديمين لَا أول لوجودهما من حَيْثُ الزَّمَان الا ان احدهما عِلّة لوُجُود الثَّانِي وَاسم الْعلَّة السَّابِق وَاسم الْمَعْلُول التَّالِي وان السَّابِق خلق الْعَالم بِوَاسِطَة التَّالِي لَا بِنَفسِهِ وَقد يُسمى الاول عقلا وَالثَّانِي نفسا ويزعمون ان الأول هُوَ التَّام بِالْفِعْلِ وَالثَّانِي بالاضافة اليه نَاقص لانه معلوله وَرُبمَا لبسوا على الْعَوام مستدلين بآيَات من الْقُرْآن عَلَيْهِ كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿إِنَّا نَحن نزلنَا﴾ و﴿نَحن قسمنا﴾ وَزَعَمُوا ان هَذِه إِشَارَة الى جمع لَا يصدر عَن وَاحِد وَلذَلِك قَالَ ﴿سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى﴾ إِشَارَة الى السَّابِق من الالهين فانه الاعلى وَلَوْلَا ان مَعَه إِلَهًا آخر لَهُ الْعُلُوّ أَيْضا لما انتظم إِطْلَاق الْأَعْلَى وَرُبمَا

1 / 38