Fadeexadaha Batiniyiinta

Al-Ghazali d. 505 AH
124

Fadeexadaha Batiniyiinta

فضائح الباطنية

Baare

عبد الرحمن بدوي

Daabacaha

مؤسسة دار الكتب الثقافية

Goobta Daabacaadda

الكويت

لَا يَنْفَكّ عَن الْحق فإناإذا قُلْنَا الْعَالم حَادث أَو قديم فالحادث وَاحِد وَالْقَدِيم وَاحِد فقد اشْتَركَا فِي لُزُوم الْوحدَة وانقسما فِي الْحق وَالْبَاطِل وَإِذا قُلْنَا الْخَمْسَة والخمسة عشرَة ام لَا فقولنا لَا نفي وَاحِد كَقَوْلِنَا عشرَة إِثْبَات وَاحِد ثمَّ اخْتلفَا فَكَانَ احدهما حَقًا وَالْآخر بَاطِلا فَإِن قُلْتُمْ إِن قَوْلكُم عشرَة لَا يمكنكم ان تقسم وتفصل الا بِوَاحِد وقولكم لَا يفصل بالتسعة والسبعة وَسَائِر الاعداد فَفِيهِ الْكَثْرَة قُلْنَا وَلُزُوم الْكَثْرَة فِي مثل هَذَا التَّفْصِيل لَا يدل على الْبطلَان فَإنَّا إِذا عمدنا الى جسمين متقاربين قُلْنَا إنَّهُمَا متساويان ام لَا فقولنا متساويان وَاحِد وَهُوَ بَاطِل وَلَا يُمكن ان يفصل الا بِوَاحِد وَقَوْلنَا لَا إِذْ قُلْنَا متفاوتان حق وَهُوَ وَاحِد وَيقبل التَّفْصِيل بِمَا يَنْقَسِم الى الْحق وَالْبَاطِل إِذْ يُقَال هَذَا الْجِسْم مفاوت لذَلِك الْجِسْم أَي هُوَ أكبر اَوْ يُفَسر بِأَنَّهُ أَصْغَر وَالْحق أَحدهمَا وَالْبَاطِل يُقَابله فِي كَونه وَاحِدًا وَفِي مشاركته فِي الاندراج تَحت لفظ وَاحِد هُوَ حق يدل على أَن مَا ذَكرُوهُ تلبيس الْجَواب الثَّالِث عَن قَوْلهم إِن الْكَثْرَة أَمارَة الْبَاطِل فمذهبنا وَاحِد لَا كَثْرَة فِيهِ وانما الْكَثْرَة فِي الاشخاص الَّذين اجْتَمعُوا على مَسْأَلَة ثمَّ افْتَرَقُوا فِي مسَائِل فَلم قابلوا هَذَا بِكَثْرَة فِي جَوَاب الْمَسْأَلَة وَهُوَ فِي قَوْلنَا كم الْخَمْسَة والخمسة بل ورأيه فِي الْمَذْهَب أَن يُفْتِي فِي مَسْأَلَة وَاحِدَة بفتاوي كَثِيرَة متناقضة فَعِنْدَ ذَلِك يُقَال الْكَثْرَة دَلِيل الْبَاطِل ولسنا نفتي فِي كل مَسْأَلَة الا بِوَاحِد فَإنَّا نقُول الله وَاحِد وَمُحَمّد ﷺ رَسُوله وَهُوَ صَادِق ومؤيد بالمعجزة فَهَذِهِ فَتْوَى وَاحِدَة فلتكن حَقًا وان كَانَ بَاطِلا فَهُوَ مُوَافق لمذهبهم وَقَوْلنَا ان نظر الْعقل طَرِيق يُوصل الى دَرك مَا لَا يدْرك اضطرارا مَذْهَب وَاحِد لَا كَثْرَة فِيهِ فَلْيَكُن حَقًا كَمَا أَن قَوْلنَا الْعُلُوم الحسابية عُلُوم صَادِقَة قَول وَاحِد وَكَانَ حَقًا وليتعجب من ابعادهم فِي التلبيس إِذْ أخذُوا لَفْظَة الْكَثْرَة وَهِي لَفْظَة

1 / 124